هل تَصدُقُ المقولة الّتي نسمعها : مَنْ بَاعَنا ؛ بِعنَاه ؟! هل أصبحنا في زمنٍ نتعامل فيه مع النّاس بالأسوأ ؟ وأصبحنا نُعامل الخلق ، ولا نُعامل الخالق من ورائهم ؟ لماذا لا نتعامل بإحسان ، ونقدّم الخير ونخلص النيّة طلباً لرضا الله لا رضا النّاس ؟ وإن كان الدّفع بالّتي هي أحسن يُحوّل العدو إلى وليٍّ حميم ، فلماذا لا ندفع بالتّي هي أحسن ؟ هل أصبح التّخلي عن الصّداقة سهلاً ويسيراً على قلوبٍ أحبّت يوماً ما .. بصدق ؟! لماذا لا نُنقّب عن صفاءِ قلبٍ أحبّنا يوماً ما ؛ كدّرت صفاءَهُ ظُروفٌ أقوى منه ؟ لكننا لو نَبَشنا في أعماقه وتعاملنا معه بودّ ، لتكشّفَ لنا الذّهب البرّاق ؟ لماذا لا نعتبرُ أنّ جفاءه وبعدهُ .. سحابةُ صيفٍ تنقشعُ سريعاً ؟ وأنّ ظروفاً معيّنةً أجبرته على الــ ( البيع ) والجفاء و البعد ؟ ألا يوجد هناك التماسٌ للأعذار وتقديرٌ للظّروف والأشغال ؟ فــ ربّما هو لم يبعنا حقاً .. لكن عنده ما يشغله عنّا ! ربّما لا زال قلبه ي بــ حُبّ تأصّل في داخله ؛ لكنّ مشاغله أكبر مما نتصوّر !