رولا المسحال - سبق - الرياض: "نفي وإثبات" كلمتان مترادفتان بشكل فعلي لا لغوي لكلمة إشاعة، فلا يكاد يمر يوم على المجتمع السعودي وإلا وتنتشر فيه " شائعة جديدة" سرعان ما يتم نفيها ، فمن إشاعة الزئبق الأحمر وحتى إشاعة صرف راتب شهرين لكل موظفي الدولة عشرات الأكاذيب التي لا تنسى. وتتحول الشائعات إلى أحلام للبعض ليستيقظوا على الواقع، ليبقى السؤال: من يدفع الثمن الذي نشر وروج الشائعة أم الذين صدقوها؟!.ويعد المجتمع السعودي مجالاً خصباً لنشر عشرات الإشاعات بشكل يومي، كان آخرها إشاعة منسوبة لجوال "الاقتصادية" تحدثت عن صدور أمر ملكي بصرف راتبين بكامل البدلات على أن تشمل احتساب العلاوة السنوية للعام الجديد وكذلك علاوة بدل الغلاء لموظفي الدولة."الاقتصادية" سارعت بنفي الخبر، ولكنها لم تكن المرة الأولى التي يستغل فيها "جوال الاقتصادية" أو غيره من الخدمات الإخبارية ورسائل الجوال ، لترويج بعض الشائعات، فقد سبق أن نفى جوال "الاقتصادية" خبراً مكذوباً نسب إليه حول صدور توجيه بصرف مرتب شهر رمضان مع راتب شهر إضافي لجميع موظفي الدولة.ويبدو أن رواتب موظفي الدولة ساحة مفتوحة لمروجي الشائعات، بدءاً من صرف رواتب العسكريين وحتى صرف بدلات الغلاء، وليس من الغريب أن أغلب تلك الشائعات اقتصادية، فبحسب مختصين وأكاديميين أن من أسباب انتشار الشائعات المتعلقة بالاقتصاد في المجتمع السعودي، هو الرغبة في الثراء السريع، إضافة إلى سوء أحوال بعض الناس الاقتصادية .ويحذر المختصون في الاقتصاد من تفشي الشائعات في المجتمع، التي قد تمتد إلى الاقتصاد وتدمره، مشيرين إلى أن الشائعات السلبية كانت أحد أسباب الأزمات الاقتصادية التي شهدها العالم ابتداءً من تلك التي وقعت في عام 1929، وأدخلت العالم بما سمي الكساد العظيم.ويبدو أن التطور التكنولوجي ساهم بشكل مطرد في نشر الشائعات، فمع ازدياد وسائل الاتصال ازدادت وسائل نشر الشائعات، ولا يغيب عن الذهن رسائل الجوال ورسائل البريد الإلكتروني التي يتم تناقلها بين المواطنين وتحمل أخباراً على غرار صرف رواتب الموظفين أو صرف بدل الغلاء أو حتى أضرار لقاح إنفلونزا الخنازير.في حين ترتبط بعض الشائعات بمناسبات سياسية أو اجتماعية كان آخرها إشاعة أدت إلى تكدس عشرات المواطنين على الصرافات الآلية بعد أن تناقلت رسائل الجوال خبراً يفيد بخصم على سداد المخالفات المرورية بمناسبة عودة ولي العهد الأمير سلطان بن عبد العزيز.ورغم أن نفي الجهات المختصة يأتي سريعاً وواضحاً إلا أن تأثير الشائعات يبقى الأقوى ولا يزول أثره إلا بعد مرور الوقت وبثبوت الخسارة المادية والمعنوية عند البعض.وتعد أكثر الشائعات شهرة في المجتمع السعودي هي شائعة مكائن الزئبق الأحمر، التي دفعت بمئات المواطنين والمقيمين إلى بيع وشراء مكائن "سنجر" بأسعار خيالية، وبغض النظر عن المستفيد من وراء مثل هذه الأكاذيب فإن تأثيرها قد يغدو مدمراً.وتعد أطرف الأكاذيب التي تناولتها رسائل البريد الإلكتروني والمنتديات حول شركة لتصنيع الشامبو والبلسم تهتم بـ"القمل" لاستخراج "بلسم" خاص من أحشائه يصل سعر العلبة الواحدة إلى سبعة آلاف ريال.ويبدو أن الشائعة لاقت رواجاً شديداً في حينها بين مرتادي الإنترنت، حيث وضعت بعض المنتديات والمواقع الإلكترونية تحت عنوان: " 35 ريالاً سعر حشرة القمل الواحدة"، وبحسب ما نشر في حينها، فإن أسواق عسير كانت شاهداً على تصديق بعض الناس للشائعة.