هل سمعتم عن موقعة موهاكس ؟؟
! إنها ليست معركة ، بل كانت مذبحة
تاريخ المعركة 932/11/21 هـ
باختصار :
ذهب مبعوث سليمان القانوني لأخذ الجزية من ملك المجر وزعيم أوروبا وقتها "فيلاد يسلاف الثاني"، وكانت المجر هي حامية الصليبية في أوروبا وقتها ، فقام بذبح رسول سليمان القانوني بإشارة من البابا في الفاتيكان ، فقد استعدت الكنيسة وأوروبا جيداً ..
فجهز سليمان القانوني جيشه ، وكان عبارة عن 100 ألف مقاتل ، و350 مدفع ، و800 سفينة .
وحشدت أوروبا جيشها ، وكان قوامه 200 ألف فارس ، منهم 35 ألف فارس مقنع كاملاً بالحديد
سار السلطان سليمان القانوني مسافة 1000 كيلومتر تقريباً (طول مصر) ، وفتح معظم القلاع في طريقه لتأمين خطوط انسحابه - لو حدثت هزيمة لا قدر الله - ، واجتاز بقواته نهر الطولة الشهير ، وانتظر جيوش أوروبا المتحدة بقيادة فيلاد والبابا في وادي موهاكس - جنوب المجر وشرق رومانيا - ..
كانت مشكلة السلطان سليمان التكتيكية هي كثرة فرسان الرومان والمجر المقنعين بالحديد.. فتلك الفرسان لا سبيل لإصابتهم بالسهام أو الرصاص أو المبارزة ، لتدريعهم الكامل ..
فماذا يفعل ؟
صلى الفجر ، ووقف أمام جنوده وهم ينظرون لجيوش أوروبا المتراصة التي لا يرى الناظر آخرها فقال لهم بصوت باكٍ :
( إن روح النبي محمد صلى الله عليه وسلم تنظر إليهم بشوق ومحبة ) فبكى الجنود واصطفّ الجيشان ..
اعتمدت خطة السلطان سليمان على الآتي :
وضع تشكيل جيشه بطريقة 3 صفوف على طول 10 كم ..
ووضع قواته الإنكشارية في المقدمة ، وهم الصفوة ، ثم الفرسان الخفيفة في الصف الثاني ، معهم المتطوعة والمشاة ...
وهو والمدفعية في الصف الأخير ...
وهجم المجريون عقب صلاة العصر على حين غِرة ، فأمر السلطان سليمان قوات الانكشارية بالثبات والصمود مدة ساعة فقط ثم الفرار ! ...
وأمر الصف الثاني "الفرسان الخفيفة والمشاة" بفتح الخطوط والفرار من على الأجناب ، وليس للخلف...
وبالفعل صمدت الانكشارية الأبطال ، وأبادت قوات المشاة الأوروبية كاملة في هجومين متتاليين ، بقوات بلغت عشرين ألف صليبي في الهجمة الوحدة ..
وانقضَّت ( القوة الضاربة ) للأوربيين وهي قوات الفرسان المقنعة بالكامل (The Musketeers ) ، ومعها 60 ألفاً آخرين من الفرسان الخفيفة ..
وحانت لحظة الفرار وفتح الخطوط .. وانسحبت الانكشارية للأجناب وتبعتها المشاة ، وأصبح قلب الجيش العثماني مفتوحاً تماماً ، ودخلت قوات أوروبا بقوة 100 ألف فارس مرة واحدة نحو قلب القوات العثمانية ..
وكانت الكارثة !
أصبحوا وجهاً لوجه أمام المدافع العثمانية مباشرة على حين غرة ! ، والتي فتحت نيرانها المحمومة وقنابلها عليهم من كل ناحية.. ولساعة كاملة انتهى الجيش الأوروبي وأصبح من التاريخ ! ..
حاولت القوات الأوروبية فى الصفوف الخلفية الهرب لنهر الطولة فغرقوا وداسوا بعضهم البعض ، فغرق الآلاف منهم بسبب الازدحام ، وسقط الفرسان المقنعين ، بعد أن ذاب الحديد عليهم من لهب المدافع ..
وأراد الجيش الأوروبي الاستسلام ؛ فكان قرار السلطان سليمان القانوني الذي لن تنساه أوروبا له حتى الآن وللأتراك العثمانيين وتذكره بكل حقد : لا أسرى ! ..
وأخذ الجنود العثمانيون يناولون من يريد الأسر من الأوروبيين سلاحه ليقاتل أو يذبح حياً !
وبالفعل قاتلوا قتال الميئًوس واليائس..
وانتهت المعركة بمقتل فيلاد ، والأساقفة السبعة الذين يمثلون النصرانية ، ومبعوث البابا ، وسبعون ألف فارس ، ورغم هذا تم أسر 25 ألف جريح ...
وتم عمل عرض عسكري في العاصمة المجرية من قبل العثمانيين ، وقبَّل الجميع يد السلطان سليمان تكريما له ، بما فيهم الصدر الأعظم ، ونظم شئون الدولة ليومين ورحل ...
وانتهت أسطورة أوروبا والمجر ، وقد استشهد من العثمانيين 150 جندياً فقط، وجرح 3000 آلاف ، والجيش في كامل قوته لم يُستنزَف أبداً ! ..
هذه المعركة أغرب معركة في التاريخ ، من حيث سرعة الحسم ، وما زالت تثير تساؤلات واستهجان وحقد ودهشة بعض المؤرخين الأوربيين ، وعلى الرغم من انقضاء أكثر من 400 عام إلا أن هناك مثل شائع لديهم ((أسوأ من هزيمتنا في موهاكس)) ويقال عند التعرض لحظ سيء ...
شيء من تاريخنا الإسلامي المشرق وللأسف لا نعلم عنه !!
أسعد الله ذاكرتكم بكل خير