أنظر الشواهد في الاسفل
إنني لا ألوم أردوغان و لا الشعب التركي فهم أعلم ببلدهم و من حقهم أن يصنعوا رمزا وطنيا ممن يخدم بلدهم .
و لكنني ألوم الاخوان و من يسير في ركابهم الذين يريدون صناعة رموز جوفاء للامة باسم الدين كما صنع القوميون رموز جوفاء باسم القومية سابقا و دفعت الامة سبعين سنة من عمرها ثمنا لذلك .
فمن التناقض الحاد في فكر الاخوان أنهم يكفرون الحكام الذي يحكمون بالعلمانية و يخونونهم لأنهم يظنون أنهم يقيمون علاقات مع اسرائيل و يعتبرون حكامهم الذين يحكمون بها و يقيمون علاقات مع اسرائيل يقينا و ليس ظناً رموز للأمة باسم الاسلام أمثال مرسي و أردوغان و الغريب أنهم لا يعتبرون الدفاع عن هؤلاء جامية و الأغرب أنهم يعتبرون الدفاع عمن يحكم بما انزل الله من الجامية المذمومة عجبي كيف يهنؤون بنوم و لديهم كل هذا التناقض الفكري الحاد.
فكيف يتم صنع رمز إسلامي ممن يقيم علاقات مع إسرائيل و هو عضو في حلف الناتو و قاده في حربه ضد طالبان و هو يقول عن حكومته بأنها علمانية و الواقع يشهد بذلك و ثبت تورط حكومته و بعض وزرائه في مساعدة إيران و تخفيف وطأة الحصار عليها عن طريق تهريب الاموال اليها من بنك حكومي و تقارب مع إيران في هذه الظروف الحساسة و أنشأ مجلس تعاون مشترك مع إيران
و أمر بإغلاق أكثر من 4000 مدرسة ذات توجه إسلامي للمفكر الاسلامي العالمي فتح الله كولن لمخالفته الرأي وحركته ساهمت بشكل فعال في وصول اردوغان للسلطة و في نجاح حكومته .
و أقال ضباط الشرطة و القضاة الذين كشفوا الفاسدين في حكومته و حجب و يوتيوب
أليس هذا هو الاستبداد بعينه الذي يثور ضده الاخوان و يتغنون بالحرية و الديمقراطية و اذا وصلت السلطة لهم يضربون بها عرض الحائط فلماذا يبررون هذه الافعال فهل يجوز للاخوان ما لا يجوز لغيرهم اليست هذه ازدواجية المعايير و الانحياز للحزبية و ليس للقيم و المبادئ و مصلحة الوطن مثل الانظمة القمعية ؟؟؟
و بلده الدولة الاسلامية الوحيدة التي يرخص فيها رسميا للدعارة و المثليين و شاطئ للعراة و لديهم قنوات إباحية و يوم الجمعة دوام رسمي و تغلق بعض المساجد يوم الاحد فإذا كان لا يهم تطبيق الشريعة الاسلامية
فأوريا و اليابان و غيرهم أولى بالثناء لأنهم اكثر تطوراً و أقوى إقتصاداً و أكثر التزاما بأخلاق الاسلام فأي إسلام يريدون و اي إسلام يفهمون و أي اسلام يروجون له ؟؟؟!!
و سؤالي للاخوان و من يناصرهم الذين يرفعون شعار الاسلام هو الحل و يكفرون الانظمة العلمانية و يتهمون الانظمة العربية التي يظن بأن لها علاقة مع اسرائيل بالخيانة و العمالة و يهاجمون الغرب و امريكا الذين يعتبرونهم أعداء بسبب حوارهم مع إيران
ماهي الخطوط الحمراء عندكم؟؟؟
و كيف تلومون من تعتبرونهم أعداء و خونة و متآمرين و لا تلومون رموزكم فهل رأيتم عاقل يفعل ذلك ؟؟؟
و إذا كان الخطأ وارد و كل الاخطاء مغفورة في شرعكم فلماذا تكفرون و تخونون غيركم ؟؟
أم يجوز لكم ما لا يجوز لغيركم فهل تدعون بأن الله منحكم وكالة توزيع صكوك الغفران و صكوك الخيانة و الصهينة لمن تشاؤون دون ضوابط و شروط فكل من خالفكم الرأي خائن و عميل و صهيوني و منافق محارب للاسلام و كل من أيدكم و أعطاكم مال يصبح رمز و لو ارتكب جميع الموبقات ، عجبي هل نحن نعيش مرحلة شبيهة بعصر الظلام و التخلف في اوربا عندما كان يسود التعصب و التطرف الصليبي الذي كان سببا في تخلف أوربا و دفعت ثمنها غاليا من الخراب و الدماء و الأرواح ؟؟؟!!!!
و اذا لم يكن هذا استبداد فما هو الاستبداد ؟؟؟
ما هذا التناقض الحاد فمن كافر و خائن و عميل لمن هذه صفاتهم لغيرهم الى رمز اسلامي لمن هو منهم ؟؟؟!!!
و العجيب أنه رغم هذا التناقض الحاد يجدون من الشعوب من يصفق لهم و يدافع عنهم و باسم الاسلام و للاسف هم كثر .
لذلك أرى ضرورة عدم السكوت عنهم و أركز عليهم في كتاباتي و أصرح باسمهم لأن هذا تضليل كبير للامة و ذهاب بها الى المجهول فقد دفعت الامة من عمرها اكثر من ستين سنة في الحقبة الماضية بسبب صناعة رموز جوفاء باسم القومية و اليوم يكرر البعض نفس الخطأ فيريدون صناعة رموز جوفاء و طغاة باسم الدين
و إنني لا ألوم الحزبيون لأن قادتهم اغلقوا عقولهم و هؤلاء يبيعون دينهم بدنياهم ، بقدر ما ألوم الشعوب التي تصفق لهم دون تفكير لأنهم يبيعون دينهم بدنيا غيرهم فهؤلاء أشد خسراناً.
الانظمة العلمانية الاستبدادية أساءت لنفسها أما الذين يتحدثون باسم الدين و يتاجرون به فيسيؤون للاسلام و يشوهون صورته و ينفرون منه و يضللون جيل باكمله و تجارتهم هذه تتسبب بإزهاق الأرواح و إراقة الدماء و زعزعة أمن و استقرار البلاد الإسلامية و تمزيق صف الأمة باسم الدين و الجهاد و لذلك ارى انهم أشد خطرا .