لا تزال أحياء شرق طريق الحرمين بمحافظة جدة "تئن" تحت وطأة تجمعات المياه "الآسنة" والبحيرات التي تشكلت بعد سيول جدة الأخيرة، ولا يزال معها تباطؤ أمانة جدة في جهودها لشفط تلك المسطحات المائية "العشوائية" والتي وصفها السكان بالبيئة المناسبة لتكاثر الحشرات وأسراب البعوض الناقل للأمراض المعدية، ووفقاً لتقرير أعده الزميل أنور السقاف ونشرته "المدينة"، يقول المواطن عبد الحميد عبد الرحمن عارف: إن حي المنار من الأحياء التي يسكنها عدد كبير من سكان جدة، ومعظمهم يسكنون في بيوتهم الخاصة التي كلفتهم غاليا بـ "تحويشة العمر" بمعنى أنهم لايستطيعون أن ينتقلوا من مساكنهم على الرغم من التهديدات المستمرة لبحيرة "المسك" أو تهديد السيل في حال عاد مرة أخرى، مشيرًا إلى أن البحيرات الكبيرة والمستنقعات التي ظهرت في الحي تهدد أساسات المباني، خصوصًا بعد أن إنقشعت الطبقة الإسفلتية لعدد من الشوارع في الحي.
المواطن محمد سعيد حمد يقول :إنه يشاهد مجموعة من القلابات الكبيرة وهي تقوم بردم البحيرة التي ظهرت غرب منطقة التشليح، والتي كانت في السابق موقعًا لتحميل كميات من الأتربة مما جعلها منخفضة عن سطح الأرض، وبعد هطول الأمطار امتلأت بالكامل والآن تعمل تلك القلابات على ردمها دون التأكد من كونها تحتوي على سيارات غارقة. أما المواطن إبراهيم عساف الغامدي فيقول :إن "الأمانة" على الرغم من كثرة البلاغات التي نرسلها حضرت إلى الموقع المجاور لبيتي مرة واحدة وقاموا بشفط جزء بسيط جدا من المياه المتجمعة وبعدها غادروا الموقع ولم نشاهدهم بعدها منذ أكثر من أسبوع وشدد على أهمية القيام برش مبيدات حشرية خصوصاً بعد أن تكاثرت أسراب الذباب والبعوض والتي أخذت في الهجوم على المنازل ولدغ أجساد الأطفال حين خروجهم إلى الشارع.
محمد حامد اليامي قال :إنه يسكن في حي الأجاويد وبجوار منزله عدد من الأراضي الفضاء والتي ملأها سائقو الوايتات بمياه الصرف الصحي، مستغربًا أن يقوم مثل هؤلاء السائقين بذلك العمل، مشيرًا إلى أن الرقابة من قبل أمانة جدة غائبة أو غير موجودة مما حدا بهؤلاء السائقين القيام بذلك العمل غير القانوني وقال: إن تلك الفعلة التي قاموا بها كانت أثناء فترات الليل بعيدا عن أعين الرقابة ، وطالب في الوقت نفسه أن يتم محاسبة هؤلاء السائقين ومنع الوايتات من سكب وتفريغ مياه الصرف الصحي في الأراضي والملاعب الرياضية المنتشرة في الحي.
شبكات جديدة !!
من جانبه قال رئيس البلدية الفرعية لأمانة محافظة جدة (بريمان) المهندس جمال بن حسن عبدالدائم :إن أمين محافظة جدة اعتمد عدداً من المشاريع الهامة التي تتضمن تخصيص شبكات لتخفيض منسوب المياه الجوفية في الأحياء التي تدخل في نطاق بلدية بريمان مثل المنار والأجاويد ونحوها، مشيرًا إلى أن البحيرات التي تكونت بعد هطول الأمطار الأخيرة بجدة جار العمل على شفط المياه فيها، إضافة إلى البحيرة الكبيرة غرب منطقة التشليح جار العمل على ردم جزء كبير منها، وأبان أن هذه البحيرة والمنطقة منزوعة من السابق لتوسعة طريق هدا الشام، منبها إلى أن وجود السيارات الخاصة بالتشليح تعيق عمليات الشفط والردم أو الرش بالمبيدات الحشرية، وقال :إن تجمعات مياه الأمطار في الأحياء الداخلة في نطاق بلدية بريمان تم شفطها وما يوجد الآن على السطح هي مياه جوفية فقط، وعمليات الرش تجري صباحا ومساء.
على ذات الصعيد قال المتحدث الإعلامي بالدفاع المدني العميد محمد بن عبدالله القرني: إن البحيرات المائية السبعة التي ظهرت على شرق طريق الحرمين تم مسحها بالكامل عبر فرق ((((((((2)))))))المياه، وأبان إلى أن أي عمليات للردم لأي بحيرة أو تجمع مائي لا يمكن أن تتم إلا من خلال التنسيق حيث أن جميع تلك المناطق المتضررة تحت مظلة الدفاع المدني الآن.