ما أسباب كثرة أحاديث أبي هريرة ؟أسبابه كالآتي:
أول سبب وأهمه : دعوة النبي ﷺ له ,في الصحيحين من حديث أبي هريرة ومن عدة طرق عنه – أي يروي عنه هذا الحديث الأعرج وأبو سلمة ويرويه سعيد بن المسيب رحمه الله – قال أبو هريرة : "يقولون أكثر أبو هريرة ، والله الموعد ، وسأحدثكم لم ذاك ؟- لماذا أنا أكثرت – قال: كان إخواني من الأنصار يشغلهم العمل في أرضهم ، وكان إخواني من المهاجرين يشغلهم الصفق بالأسواق – تجارة ، كل واحد يصفق على بضاعته – وكنت إمرءاً مسكيناً من أهل الصفة وكنت ألزم رسول الله ﷺ على مليء بطني ، فبينما نحن جلوس عنده يوماً ، إذ قال: أيكم يبسط رداءه حتى أقضي مقالتي فلا ينسى شيئاً سمعه مني ؟ قال : فبسطت ردائي حتى قضى مقالته ، ثم قبضته فما نسيت شيئاً بعده قط".أنا أريد واحد يقول أن دعوة النبي ليست مستجابة !وهناك من قالها ونحن في سجن أبو زعبل,فلو ناقشنا القصة من جهة الإسناد ، إسناد كالشمس وضحاها ... والنهار إذا جلاها ، إسناد شامخ لا يمكن أن يدخله علة من العلل ، لا سيما هذه أسانيد متكاثر في الصحيحين ، حوالي ثلاثة أو أربعة أسانيد ، وفي غير الصحيحين مثلهم أي حوالي هناك خمس أسانيد إلى هذه القصة عن أبي هريرة رضي الله عنه ,فمن جهة الإسناد لا يمكن أن يقال: أخطأ الرواة فيها ، فأبو هريرة يقول: أن النبي ﷺ قال:" أيكم يبسط ردائه حتى أقضي مقالتي" ثم يضم رداءه فلا ينسى شيئاً سمعه مني الذي بسط ردائه هو أبو هريرة ، هل تستكثرون عليه بدعوة النبي ﷺ أن يحفظ مائة أو مائتين أو ثلثمائة ألف حتى إذا روى ؟!!
الخبر الثاني: رواه الإمام النسائي بسند صحيح في سننه الكبرى في كتاب العلم ،" أن رجلاً جاء يريد ابن ثابت رضي الله عنه فسأله عن مسألة فقال له : عليك بأبي هريرة ، قال له الرجل: ولم؟ قال: إني كنت أنا وأبو هريرة وصاحب لنا جلوساً في المسجد نذكر الله و ندعوا ، إذ طلع علينا رسول الله ﷺ ، فقال : ماذا كنتم تفعلون ؟ قلنا : يا رسول الله كنا نذكر الله وندعوا ، فقال: ادعوا وأنا أؤمن معكم ، قال زيد : فدعوت فأمن الرسول ﷺ وأمن صاحباي ، ثم دعا صاحبي ، ثم لما أراد أبو هريرة أن يدعوا ، قال: اللهم إني أسألك ما سألك صاحباي "– انتهي الأمر في كلمة (ما سألك صاحباي) فالنبي ﷺ يؤمن على الدعوة ولا نعرف ما مقدار مدة هذا الدعاء ، ممكن كان يدعي خمسة أو عشر دقائق ، فالنبي يؤمن وتأمينه مستجاب ، وصاحبه دعا نفس الوقت ، فأبو هريرة إختصر وقال: "اللهم إني أسألك ما سألك صاحبي وأسألك علماً لا ينسى فقال النبي ﷺ: آمين ، فقال زيد يا رسول الله ونحن نسأل الله علما ًلا ينسى – فهم لم يقولوها ويريدون أن يضموها إلى الدعاء – فقال النبي ﷺ سبقكم بها هذا الغلام الدوسي ."إذن صارت خصوصية لأبي هريرة ، وإلا بأي معنى قال النبي ﷺ ذلك إذا كانت القصة غير خاصة بأبي هريرة ؟ وكانت منقبة له ؟ كان النبي ﷺ قال لهما آمين