ظهر الأسلام سنة 610 بين قبائل جاهلية بعيدا عن حواضر شعوب الحضارات القائمة انذاك ، وانتقل النبى – صلى الله عليه وسلم –إلى الرفيق الأعلى سنة 632م،ولكن بعد مرور مئة سنة فقط وقفت الجيوش الأسلامية تحت أسوار باريس فى معركة بويتيرسا سنة 732م ! فلنتأمل بركان الحياة هذا ولننظر إلى ما جرى فى هذه الوثيقة العملاقة فى غضون مئة عام فقط .
وعن القرن 10 و 11 يقول الباحث الفرنسي جاك ريسلر : أينما يممت وجهك ترى الشغف بالكتاب والعلم ، تدوى أصوات أفصح العلماء فى آلاف المساجد ، تعج قصور الحكام والأمراء بحلقات الشعراء والفلاسفة ، تقابل فى الطرقات علماء جغرافيا وتاريخ وشريعة يبحثون عن العلم . إن هذه المرحلة لهى أهم مرحلة فى تاريخ الفكر الأسلامي .
يضيف قائلاً : وكان الأسلام يحكم العالم خمسمائة سنة ( من 700-1200م ) بمحض تفوقه الحضارى على الأمم الأخرى : "كان الخليفة الناصر فى مدينة مراكش يتباحث مع الفليسوف ابن رشد فى فكر أرسطو وأفلاطون ، فى وقت كان أمراء ونبلاء الدول الغربية يتفاخرون بأنهم لا يعرفون القراءة أو الكتابة ."