فور إعلان قاضي محاكمة القرن عدم جواز نظر الدعوى الجنائية ضد الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، ما يعني براءته في قضية قتل المتظاهرين؛ قال مبارك مجددًا إنه لم يصدر أي أوامر بقتل المتظاهرين، خلال أحداث الثورة التي أطاحت بنظامه مطلع عام 2011.
وقال مبارك، في تصريحات عبر الهاتف لقناة "صدى البلد"، اليوم السبت (29 نوفمبر 2014)، إنه لم يصدر أوامر بالقتل على الإطلاق، وأضاف أنه لم يكن يتوقع الحكم ببراءته، مشيرًا إلى أنه استقبل الحكم الأول، الذي قضى بالسجن المؤبد بابتسامة، فيما كان يترقب الحكم الثاني الذي جاء مفاجئًا بالبراءة.
وعن الأحداث التي رافقت ثورة 25 يناير، ذكر مبارك أن الـ10 سنوات الأخيرة من فترة حكمه، شهدت "أحداثًا غريبة" على الشعب المصري، كانت نتاجًا للـ20 عامًا التي سبقتها، وقال إنه لا يمكنه الحديث عن طبيعة تلك الأحداث عبر الهاتف.
وأصدرت محكمة جنايات القاهرة حكمها السبت في القضية المعروفة إعلاميًّا بـ"قضية القرن"، الذي جاء ببراءة مبارك ونجليه علاء وجمال، ورجل الأعمال "الهارب" حسين سالم، من اتهامات "الفساد المالي والإداري واستغلال النفوذ"، و"انقضاء الدعوى الجنائية" بحق نجليه بتهمة "الرشوة".
وفيما يتعلق باتهام مبارك بـ"قتل المتظاهرين"، فقد قضت المحكمة بعدم جواز نظر الدعوى الجنائية ضده، بسبب "صدور أمر ضمني بألا وجه لإقامة الدعوى الجنائية بحقه؛ وذلك بصدور أمر الإحالة (قرار الاتهام) الأول بإحالة وزير داخليته ومساعديه للمحاكمة قبلها بـ60 يومًا".
إلا أن مبارك ونجليه، وكذلك وزير داخليته حبيب العادلي، لن يمكنهم مغادرة السجن رغم أحكام البراءة الصادرة بحقهم في "قضية القرن"؛ حيث صدرت بحقهم أحكام سابقة بالسجن في عدة قضايا أخرى.
وقال المستشار القانوني يحيى حقي، إن الرئيس الأسبق ونجليه سيبقون في السجن تنفيذًا للحكم الصادر بحقهم في قضية "القصور الرئاسية"؛ حيث قضت المحكمة بمعاقبة مبارك بالسجن 3 سنوات، فيما حصل نجلاه على حكم بالسجن لـ4 سنوات؛ لإدانتهما بالقضية نفسها، وفقًا لـcnn بالعربية.
ويقضي مبارك فترة حبسه في مستشفى القوات المسلحة بالمعادي، بناءً على تقارير طبية أشارت إلى تدهور حالته الصحية، فيما يقضي نجلاه عقوبتهما في "سجن طره"، كما أنهما محبوسان على ذمة محاكمتهما بقضية أخرى، معروفة إعلاميًّا بـ"قضية التلاعب بالبورصة".
وفيما أشار حقي إلى أن حبيب العادلي لا يزال يقضي هو الآخر عقوبة السجن لمدة 5 سنوات في قضية "اللوحات المعدنية"، فقد لفت المحامي جميل عزيز، أيضًا، إلى أن مبارك ونجليه والعادلي ظهروا أمام المحكمة مرتدين "البدلة الزرقاء"، في إشارةٍ إلى صدور أحكام سابقة ضدهم بالسجن.
وأضاف أنه إذا ما تم نقض الأحكام الصادرة بحقهم في السابق، سيتم إخلاء سبيلهم؛ لاستنفادهم فترة الحبس الاحتياطي، ما لم تصدر بحقهم أحكام في قضايا أخرى.