من فوائد الصبر أنه لا يقتصر على صاحبه بل يتعدى ذلك إلى الأسرة والمجتمع. فكما أن الغضب والعنف يؤثر على الآخرين ويؤذيهم كذلك الصبر يؤثر على الآخرين وينشر السعادة بينهم. يؤكد علماء البرمجة اللغوية العصبية أن العلاج الفعال لكثير من الاضطرابات النفسية أن يترافق الصبر مع الشكر! فللشكر قوة خارقة لا يدركها إلا من مارسها طويلاً. فقد تبين أن معظم المبدعين والناجحين والقادة يمارسون هذه "التقنية" أي الصبر والشكر. فأنت عندما تصبر على الآخرين وبنفس الوقت تشكرهم على ما يقدمونه لك ولو كان القليل، فإن هذا أقصر طريق للنجاح أو الشفاء والرضا عن النفس وعن الآخرين. وسبحان الله! لقد قرن الله بين الصبر والشكر فقال: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ) [إبراهيم: 5]. فمسألة الرضا عن النفس والآخرين مهمة جداً في العلاج النفسي، لأن معظم الأمراض النفسية تنشأ نتيجة سخط الإنسان على واقعه وعدم الرضا بما قسم له. يقول العلماء إن أقوى أنواع الصبر أن يترافق مع التسامح لمن أساء لك، ليس أن تصبر عليه فقط بل أن تغفر له وتسامحه، وسبحان الله، هذه القاعدة الذهبية في علاج القلق والاكتئاب ذكرها الله في كتابه الكريم، يقول تعالى: (وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) [الشورى: 43].