السلام عليكم
الحمد لله الذي وقفنا لصوم العاشر من محرم
وقصة قرأتها فيها كثير من العبرة للشيعة
مطلوب ان تتأمل وتتدبر ولا تسلم عقلك لأحد
.... هكذا علموني....!!
دخل مسلم حسينية في أحد أيام شهر محرم ليشاهد ما يفعله القوم في هذا الشهر من كل عام. اتخذ له مكانا إلى جانب
رجل في حوالي الأربعين من عمره.. كان شيخ القوم على المنبر يروي لهم قصة مقتل الحسين، في حين أن الرجل
يبكي وينتحب ويضرب على صدره ضربات متتالية وهو ينوح. وما إن أنهي شيخهم حفلة المناحة وهدأ الرجل حتى
بدأ المسلم يتكلم معه:
- عفوا.. لماذا تبكي..؟
- إنني ابكي على حبيبي الحسين..
- وماذا جرى لحبيبك الحسين لتبكي عليه..
- لقد قتله الظلمة.. قتلوا حبيبي الحسين ظلما..
- ومتى قتل حبيبك الحسين..؟
- منذ أربعة عشر قرنا..
- منذ أربعة عشر قرنا..؟؟؟
- نعم..منذ أربعة عشر قرنا..
- ومنذ متى وأنت تبكي على الحسين..
- منذ طفولتي..
- وهل تبكي عليه في كل يوم من أيام السنة..؟
- لا.. بل في شهر محرم فقط من كل عام.. ويزداد بكائي عليه أكثر في العاشر من محرم وهو اليوم الذي قتل فيه
حبيبي الحسين..
- وهل تبكي عليه في غير شهر محرم..؟
- لا... فقط في هذه الأيام...
- إذا بكائك على الحسين موسمي..
- نعم.. يمكنك أن تقول ذلك..
- هل تبكي عليه عندما تكون في بيتك أو وحيدا..؟
- لا.. أبكي عليه هنا فقط في الحسينية بكاءا جماعيا مع أصحابي..
- وأين هو الحسين الذي تبكي عليه الآن..؟
- إنه الآن شهيد عند الله..
- وأين مكان الشهيد عند الله..؟
- في الجنة طبعا..
- إذا حبيبك الحسين في الجنة الآن..
- نعم.. لاشك في ذلك..
- فلماذا تبكي عليه إذا طالما أنك قد اعترفت بأن حبيبك الحسين في الجنة..؟
- هكذا علمني أهلي منذ طفولتي..
- أليس دخول حبيبك الحسين الجنة مناسبة لك للفرح والسرور وليس للبكاء والعويل..؟
نظر الرجل في وجه المسلم ولم يرد..
- وهل تظن بأن الحسين محتاج إلى بكائك وهو في الجنة..؟
- - لا.. الحسين ليس محتاج إلى بكائي..
- فلماذا تبكي عليه إذا طالما أنك قد اعترفت بأنه ليس محتاجا لبكائك..؟
- هكذا علموني منذ طفولتي في الحسينيات..
- أيهما أفضل طبقا لعقيدتك، الحسين، أم أبوه علي ابن أبي طالب..؟
- الأفضل بلا شك هو أبوه علي ابن أبي طالب..
- أليس علي ابن أبي طالب هو الآخر قتل مظلوما قبل ولده الحسين..؟
- نعم..
- فلماذا إذا خصصت الحسين ببكائك واستثنيت أبوه الذي قتل مظلوما..؟
- لا أدري.. ظهرت إلى الدنيا فوجدت أمامي قومي يبكون على الحسين دون غيره ففعلت مثلهم..
- عفوا.. ما هي وظيفتك..؟
- إنني أعمل أستاذا في الجامعة، وأحمل درجة دكتوراه من جامعة هارفارد في علم الإجنماع السياسي.. حدق المسلم في وجه الرجل.. فقد أدرك بأن عقله قد تم العبث به على النحو الذي جعله عاجز عن التمييز بين
ما هو معقول وما هو خارج عن حدود العقل والمنطق رغم الدرجة العلمية المتقدمة التي يحملها
استأذن منه ثم انصرف...