كشف متعاملون في سوق النفط أن السعودية قد ترفع أسعار معظم درجات الخام الذي تبيعه الي آسيا، وقالت وكالة (رويترز) للأنباء أن أسعار دبي القوية في سوق النفط الضعيف وضعت المملكة العربية السعودية في مأزق، مشيرة الي أنه من المتوقع أن ترفع السعودية أسعار معظم درجات الخام الذي تبيعه الي آسيا عندما تشعر عملائها مطلع الإسبوع المقبل.
وتوقعت رويترز أن تكون الزيادة في السعر متوافقة مع سوق دبي القوي، ونقلت رويترز عن متعاملون قولهم أن المؤشر لايعكس ضعف الطلب وضعف هوامش التكرير في آسيا، مشيرة الي أن السعودية خفضت من أسعار الخام في الشهر الماضي
مما أثار حديثاً عن حرب الأسعار.
وأظهر مسح شمل خمس شركات تكرير ومتعاملين في آسيا أن السعودية سترفع أسعار البيع الرسمية للنفط في ديسمبر المقبل بما لايقل عن 1 دولار للبرميل، وأعتبر متعامل من شركة غربية في حديثه الي (رويترز) أن الوضع خاص للغاية وينبغي أن تكون هنالك قفزة كبيرة، مشيرا الي أن السعودية قد ترفع أسعار النفط بهامش أقل من المتوقع لشهر ديسمبر، منبها الي أن السعودية كأكبر منتج للنفط ينبغي أن تضع في الإعتبار ضعف الطلب في آسيا خاصة بعد قوة الأسواق في دبي.
من جانبها، أعتبرت صحيفة (وول ستريت جورنال) أن الصمت أحيانا قد يصم الآذان، مشيرة الي أن صمت السعودية حيال تراجع سعر النفط الي أقل من 90 دولار وعدم إستجابتها شكل مفاجأة صارخة للجميع.
وأشارت الصحيفة الي أن السعودية رفضت إعطاء رأي حول الأمر الذي من شأنه أن يتسبب في آثار إقتصادية كبيرة للدولة الشرق أوسطية، ناهيك عن خفضها لإنتاجها، وأعتبرت الصحيفة الأمريكية أن غياب المتحدث الفعلي للسعودية ووزير النفط عن الأنظار بشكل غير إعتيادي مؤشر لخلاف قد يكون بين المسئولين حول كيفية استجابة المملكة لتراجع سعر النفط.
ويري بعض المسئولين أن السعودية لن تتحمل انخفاض الإيرادات التي تقدر بـ25% الذي شهدها سعر النفط منذ يونيو من العام الحالي، فيما يري آخرون أن الحفاظ علي حصة السعودية في السوق هو الأمر الأهم، معتبرين أن خفض المملكة لإنتاجها قد يعرضها لموقف لا تستطيع تجنبه فيما بعد.
ونقلت الصحيفة عن محللين قولهم أن السعودية تخضع لحقيقة أن مجموعة (shale) الأمريكية حالياً هي العامل الأهم في أسواق النفط العالمية، مرجحين أن خفض إنتاج السعودية قد يفسح المجال لتوسع المجموعة الأمريكية في الوقت الذي سيقلل من أرباح السعودية، ومضي محللون من مؤسسة جولدمان ساكس في ذات الإتجاه حيث قالوا أن “أوبك” لن تستمر طويلا في دورها كمحرك أول ولكن ستقوم مجموعة (shale) الأمريكية بلعب الدور قريبأ.
وأضافت الصحيفة أن محادثات مكثفة بين روسيا وأوكرانيا أختتمت بإتفاق الدولتين علي حل نزاعهما حول الغاز الطبيعي – الأتفاق – الذي يحول دون تهديد إمداد الغاز الي أوروبا خلال الشتاء الحالي، كذلك قال المسئولون أنه قد يؤدي الي ذوبان الجليد بين موسكو وكيف.