بداية علينا أن نستبعد خيار أن تكون داعش صنيعة أمريكية , وهذا من باب الأفتراض لا أكثر .
الواقع المشاهد على الأرض بعد مضي أكثر من شهر على الضربات الجوية المتتالية والمستهدفة لتنظيم داعش ينبئ أن الحسم والأنتصار لن يكون قريب المنال , وأن ما يحدث ماهو ألا عبث تمارسه الإمبريالية الأمريكية بذكاء ودهاء لسلب أموال المحور الخليجي , أو أنه غباء ناتج من عدم الأستفادة من تجاربها السابقة في فيتنام وأفغانستان مثلاً .
نجاح الحرب على داعش لن يكون بدون النزوال على الأرض بقوات برية قادرة على صد التوسع للدواعش وتمدد دولتهم الموعودة .
هنا علينا أن نسأل كيف أستطاعت داعش التمدد رغم الضربات الجوية المتتالية ولم تتأثر بل تزداد شراسة ؟! , الجواب قد يكون في ماهوغير معلن , وهو قدرة داعش على زرع الخلايا النائمة في قلب العشائر السنية والتي واجهت القهر والطغيان من قبل الروافض والصفويين أبان حكم المأفون المالكي , وسكوت أمريكا على هذا الظلم بعد أن غدرت بالعشائر وبعد أن تصدوا للقاعدة عن طريق ما يسمى بالصحوات , الشعور بالغبن والخيانة من قبل أمريكا عندما سلمت العراق بقضه وقضيضه للصفويين ليعيثوا فيه فساداً جعل العشائر السنية يتقبل الأغلب منها التعامل مع تنظيم داعش والقبول به كمخلص , وهذا سر تتغافل عنه أمريكا ولا تود الأعتراف به , ونتيجته توسع أفقي لداعش على الأرض رغم ضراوة الضربات الجوية .
أمريكا والغرب في موقف حرج لأن أصلاح العطب الذي تسببت به يتطلب تنازلات ترضي ويقبل بها المحور العريض من العشائر السنية وأحتلال مواقع متقدمه على الخريطة السياسية للعراق وهذا حق صريح لهم , وليكون الثمن المقابل هو القضاء أو تحجيم داعش , أو أن تستمر أمريكا بحالة الغباء المكتسب وتستمر معها حالة حرب الأستنزاف مع توسع داعش , وهنا على دول الخليج أن تحاول ممارسة التحرر والانعتاق من قيود الهيمنة الأمريكية , فطول مدى وزمن الحرب هم من سيدفع فاتورتها .