وكان ذلك تثبيتاً لدعوته وتقوية للأواصر والعلاقات بين صحابته ، فقد كان ولا يزال أهم ما يعضد العلاقات بين البشر ويزيد في التناصر والتعاضد صلة الأنساب ، ولذلك نجد لكل زوجة من هذه الزيجات سبب للزواج اقتضته المصلحة الشرعية وأحكام دين الله :
فقد تزوج عائشة بنت أبي بكر وحفصة بنت عمر ، رعاية وتوطيداً للعلاقات بين أعز أصحابه ، وتزوج زينب بنت جحش ليبدأ بنفسه في تنفيذ حكم الله بإبطال التبني وأحكام زوجة الإبن المتبنى
وتزوج رملة بنت أبي سفيان لأن زوجها تنصّر بعد هجرته بها إلى الحبشة وتركها وحيدة فريدة لا عائل لها ، وقد كان أبوها في ذلك الحين أعتى أعدائه فكان لا بد من الزواج بها لحفظ دينها
وتزوج أم سلمة عندما فقدت عائلها مع كثرة أولادها ليقوم بمساعدتها في رعاية أولادها
وهكذا نجد أن لكل زيجة سبباً شرعياً وليس شهوانياً دعى النبي للزواج ، فأباح الله له ذلك لأن الزواج كان لحكم تشريعية وللمعاونة والمناصرة في نشر دين الاسلام