كثيرة هي المقالات التي تحاول التعاطي بإيجابية مع قضايا اجتماعية وإدارية ما يزال بعضها يدور في حلْقة مفرغة دون تغيير أو تطوير على مدى سنوات، مما أصاب كثيرين بالإحباط وخيبة الرجاء، وجعلهم يُجيدون فنّ التأقلم مع الأمر الواقع.
في رأيي أن أحد أسباب وجود حالة الجمود الاجتماعي والتدهور الإداري في بعض المؤسسات،
اعتماد بعض المسؤولين إستراتيجيةً مضادة لمطالبات المواطنين، ترتكز على محاولة تهميش آرائهم، وتجاهل انتقاداتهم،
والاهتمام بمصالحهم الشخصية على حساب المصلحة العامة،
بالرغم من حرص ولي الأمر -حفظه الله- على مصالح الناس، ومطالبته المسؤولين في كل المناسبات القيام بواجباتهم تجاههم، دون إهمال أو تقصير.
وفي ظل ضعف أداء بعض الهيئات الرقابية، يقول لسان حال بعض المسؤولين لإخوانه المواطنين:
«كُلُوا هوا»!!
حيث إن «أكْل الهواء» لا يُسمن ولا يغني من حاجاتهم إلى الحلول العاجلة،
بل قد يُسبِّب سوء هضم أحوالٍ اجتماعية وإدارية متردية، وانتفاخات مزعجة بأنظمة روتينية عقيمة، وتلبـّكا وظيفيًا واحتقانات نظامية مُتعبة، لكن ما يتجاهله أولئك المسؤولون،
أن هذا الهواء «المبلوع»،
يضر بأعضاء جسم المنظومة الاجتماعية والإدارية كلها، ليخرج أخيرًا على هيئة جُشاء مزعج، أو ريح مُنفّرة، تنشر جوًا يثير الاشمئزاز، يزعج الجميع، ويعطّل مسيرة العمل، ويقتل الإبداع، في صورة مؤسفة للفت الانتباه المفقود، والبحث عن التقدير المنشود.
لكني أرى أن بعض مقالات الرأي التي تتناول قضايا تهم الناس، لابد وأن تأتي أُكُلها، فبعض المسؤولين يشعر بالحرج من عدم التجاوب معها، والاستجابة لوكزها له بين الحين والآخر،
وخاصة مع صدور أمر ملكيّ كريم، بتاريخ 17 شعبان 1427هـ، ورقم (10245/10) نصّ على
«إلزام المؤسسات الحكومية، بالردِّ على ما تنشرهُ وسائلُ الإعلام»،
فضلاً عن ارتفاع سقف حُرّية التعبير عن الآراء، بمباركة أولياء الأمور، وإسهام ذلك في التواصل البنّاء بين المواطن والمسؤول عبر قنوات الإعلام، وانتقاد أداء بعض الوزارات والمؤسسات، لتدارك الأخطاء، وإن كان سقف استجابة بعض المسؤولين والمتنفّذين يحتاج إلى مزيد من الارتفاع،
لذا أرى من الضروري على كُتـّاب الرأي والمقالات، الاستعانة بالله
وعدم الاستسلام لحالة الإحباط التي تنتاب بعضهم من حين لآخر،
والاستمرار في التصدّي للمشكلات الاجتماعية الحياتية بوعي مسؤول وحس وطني،
فلعل بالقول السديد، يستقيم الظلّ، ويعتدل العود.