وانا اشاهد هذا المقطع تذكرت زميل لنا كان يعمل معنا من إثيوبيا قبل ان تنقسم البلد
ويصبح من سكان إيرتريا حيث عمل هذا الزميل في شركات عده في المملكة وهو لاعب
سابق في المنتخب الإثيوبي مرض في اخر حياته وكانت تربطني به علاقة جيده رغم
انه مسيحي فقد كان يرتاح الى كثيرا حتى جاءني في احد الأيام المنجر وقال لي مالذي
بينك وبين هذا الرجل فقد زرته في المستشفى وابلغته سلامك فكاذا ان يطير من الفرح
وتحامل على مرضه واخذ يذكرك بالخير وانك من افضل من عمل معهم في الشركه !!
بيت القصيد بعد مرضه زادت مشاكله واصبح امره لا يطاق من قبل المشرفين وبعض
الأجانب والذين اخد يبادلهم العداء حتى وصلت الى التشابك بالأيدي في بعض الأحيان
وكنت مازلت المقرب له فكثير ما نعطف عليه من خلال عدم إسناد اي اعمال له نظرا
لوضعه الصحي وبينما نحن كذلك كان كثير ما يتحدث الى عن مايختلج في صدره لحب
السعوديه والمسلمين فقد كان دائما والده ما ينصح له بأن يكون مثل المسلمين في
حياتهم وجدهم وتدينهم وان يرضى بما يحدث له وكان هنا يرمز الى مرضه وانه في
شبابه قد اضاع وقته وصحته في الجري خلف الملذات الشهوانيه حيث تزوج متأخرا
والنتيجه هي انه عند مرضه لم يكن له من إبن يسند ظهره فقد رأيته ذات مره يمشي
في احد المستشفيات وهو يستند الى زوجته حيث عانت الأخيره اشد المعاناة حيث
كانت تحمل انابيب الغاز وتذهب بزوجها الى المستشفى بعد ان ضعف جسمه وتوقف
عن سياقة السياره وكنت في بعض الأحيان اوصله الى منتصف الطريق ومن ثم يكمل
مشواره بالليموزين . وبعد كل هذه المعاناة فكر ان يهاجر الى امريكا بعد ان احس
بأن الظروف ليست بصالحه وربما ينهى عقده في اي وقت حينها ذكر لي وقال !!!!!
يا ابو محمد بلدكم جميل وقضيت فيه اجمل حياتي فكل شئ يدعوك الى ان تحارب من
اجل البقاء والعيش على كنف هذا الثرى الطاهر فالحياة جدا بسيطه والمعيشه رخيصه
والأمن والأمان مستتب والشعب محب للأجانب ولا يوجد هناك اي تعصب ضد من يعمل
هنا .. وبالفعل وجد نفسه مضطر الى الخروج قبل ان يخرجوه وما زلت اتذكر تلك اللحظة
التي ودعنا بها وقد هممت لمساعدته لحمل اغراضة فنهرني المشرف وامرني ان ارجع
الى عملي فحترت بين ان اساعد هذا الزميل المكلوم المريض حتى يذكرنا بالخير وتكون
ختامها مسك وبين المشرف المناوب والذي يكبرني سنا ومنصبا فما كان مني إلا الرضوخ
لأمره فودعته الى الباب قبل ان ينده على المشرف بالعوده وكانه قد احس بالجفاء من
الجميع والى هذا اليوم لا زلت نادما على عدم مساعدته وتوصيله الى منزله فهل سوف
نندم على تقصيرنا في حق إخواننا الأحباش ذات يوم ؟؟؟