حزب النور تصرف وانطلق في تأييده للانقلاب من مبدا حزبي ضيق ومن جهة تطلعاته السياسية وليس من مبادئه السلفية التي يتشدق بها دون إخلاص لها .
ولكن مع الأسف هذه المنطلقات لا تؤهله لأخذ زمام القيادة فهو قد خان مبادئه وحاول الالتفاف عليها .
ثم أنه ُصدم من حلفائه العلمانيين والانقلابيين الجدد الذين اعلنوها صراحة في وجهه وبالفم الملآن : أنه لا يحق أن يشترط شيئاً أو يفرض شيئاً لأن تاريخه ومواقفه لا تؤهله لذلك ، فهو ضد الثورة على مبارك ولم يشارك فيها ، ولم يشاركهم في تجمع 30 يونيو فلماذا يستحق أن يطالب بأي شيء أو أن نحاول أن نرضيه ؟؟؟ هذا ما قالوه لهم صراحة وأمام الجميع ..
جماعة حزب النور يحاولون فقط أن يستثمروا وجودهم في الشلة التي نفذت الانقلاب ولكن هذه الشلة عرفت أنهم بلا موقف مبدأئي ودون سند جماهيري له وزن في الشارع . لأن الانقلابيين وهم بمجملهم قوى علمانية وليبرالية تخالفهم المنهج [ تمرد وحزب الإنقاذ والوفد والعسكر ] يعون جيداً أن تأييد حزب النور للانقلاب لم يكن نابعاً من مبادئ الحزب بل مناقضة له ، وأن موقفهم إنما أتى نكاية في الأخوان فقط لا غير . وقد استحقوا وبجدارة هذا الامتهان لهم من كلا الطرفين : الأنقلابيون من جهة وبقية الجماعات الاسلامية من جهة أخرى وخرجوا من المولد بلا حمص ، أو كما قيل أصبحوا اضيع من الأيتام على موائد اللئام .