الغدر خلق ذميم وصفة من صفات السافلين إن الغدر خلق ذميم من أخلاق المنافقين؛ وسمة من سمات الجاهلين؛ وصفة من صفات السافلين.
فهو مسبشع في الفطر السليمة؛ ومستقبح عند ذوي الأخلاق السوية؛ وتأباه النفوس الكريمة؛ وينأى عنه ذوي المرؤآت الأبية.
وهو محرم في جميع الشرائع؛ ومذموم في كل الأعراف والأنظمة.
وليس الغدر من أخلاق الأنبياء ولا من أخلاق أتباعهم، وقد أدرك ذلك هرقل عظيم الروم حينما سأل أبو سفيان عن النبي صلى الله عليه وسلم قائلا له: فَهَلْ يَغْدِرُ؟ فقال أبو سفيان: لا. فقال هرقل: وَكَذَلِكَ الرُّسُلُ لَا تَغْدِرُ. رواه البخاري.
وقد حرم الإسلام الغدر أشد التحريم، وجعله من عظائم الذنوب ومن كبائره، ورتب عليه الوعيد الشديد؛ فقد روى البخاري في صحيحه عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ يُنْصَبُ بِغَدْرَتِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
وعن أَبي سعيدٍ الخدريّ رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ عِنْدَ أِسْتِهِ يومَ القِيَامَةِ؛ يُرْفَعُ لَهُ بِقَدَرِ غَدْرِهِ، ألا وَلا غَادِرَ أعْظَمُ غَدْراً مِنْ أمِيرِ عَامَّةٍ. رواه مسلم.