إذا وصفت هذا الاختبار بأنه قريب أو مطابق لشخصيتك فانتبه فأنت غالبا ممن يصدر أحكاما أو يتخذ قرارات بناء على معلومات عامة أو غامضة.
إن هذه الطريقة المضللة لاكتشاف الشخصية من خلال ذكر صفات عامة هي أحد وسائل المنجمين وقراء الفنجان وبعض مفسري الأحلام, حيث يستخدمون مثل هذه العبارات العامة كحيلة لخداع الناس مما يبهر بعض الناس للوهلة الأولى وتجد صدىً قويا لديهم وهو ما يجعلهم يفرطون بالثقة في هذا المنجم أو المفسر مع أن كل ماذكره عموميات مرت بشكل أو بآخر على حياة كل منا.
كذلك يقوم بعض أصحاب الدورات التدريبية المزيفة باستخدام هذه الأساليب التضليلية مثل دورات التعرف على الشخصية من خلال خط اليد أو مايسمى بالجرافولوجي , حيث يذكرون لك بعد أن تكتب أي شيء صفات عامة مثل ماذكرنا هنا وهو مايخدع البعض ويجعله يدفع مبالغ طائلة لقراءة الخط أو لأخذ هذه الدورات المزيفة.
كيف ينخدع العقل بهذه العبارات ؟
هذا التشخيص لا يمكن أن يعتمد عليه ولا يمكن أن يكون مطابق لأي أحد لأنه يذكر عبارات عامة جدا ولكن العقل -غير المدرب- يقوم أثناء قراءة كل عبارة ببحث تلقائي سريع جدا في تاريخنا عن مثال حصل لنا يندرج تحت هذه العبارة العامة ثم يحاول تعميم هذا المثال ليكون هو الجزء الغالب على شخصيتنا.
كذلك بعض العبارات لابد وأن تنطبق على الجميع مثل :
كثيرا ما تنتقد نفسك أو يوجد لديك نقاط ضعف.
فمن منا لم ينتقد نفسه يوما ما أو لا يوجد لديه نقاط ضعف !!
في الختام
هذا التشخيص جزء من دراسة عرضها على طلابه عالم اسمه فورر وأغلب من عُرضت عليهم هذه النقاط وصفوها بالدقيقة وأنها تعبر عن جوانب من شخصيتهم , هذا النموذج يسمى أثر فورر Forer Effict حيث عرض هذا الاختبار على تلاميذه وأخبرهم أن كل واحد منهم سيستلم تشخيص خاص لشخصيته وطلب منهم أن يقيموا مدى مطابقة هذا التشخيص لهم ,فكانت النتيجة المذهلة حيث ذكر أكثر مايزيد على 90% من الطلاب أن التشخيص دقيق ومطابق لشخصيتهم تماما.
هذه الموضوع يندرج تحت مايسمى بتحيزات العقل اللاواعية brain bias وهي أحد معيقات عملية التفكير المنظم وأحد مدمرات اتخاذ القرارات الصائبة.