أما إحدى سمات الرياض في رمضان قبل عدة عقود فهي الجامع الكبير في الرياض الذي يعد من أكبر وأهم المساجد في منطقة نجد، بل ويعد واحدا من أقدم المساجد في المدينة، مع تغير مسمياتها على مدى القرون الماضية، ويعرف الآن بجامع الإمام تركي بن عبد الله، الذي اتخذ من الرياض قاعدة لحكمه، عندما انتقل إليها في منتصف عام 1240هـ (1825)، وأدخل زيادة في الجامع من الجهة الجنوبية وبعض الإصلاحات الأخرى، كبنائه للأسوار المدمرة عقب الأحداث التي شهدتها المدينة في تلك الفترة.
ثمة أمور وثيقة الصلة برمضان بالرياض (أيام زمان) لا يمكن أن تُمحى من ذاكرتي.. أقف متأملاً ومسترجعاً إياها مع حلول كل رمضان جديد.. الأولى صوت المؤذن ابن ماجد
.. والذي أحسنت إذاعة القرآن الكريم بأن تذيع آذان الظهر حسب توقيت مدينة الرياض يومياً بصوته المؤثر رحمه الله.. وقد تعودت في رمضان بالرياض أيام زمان أنا ومن معي من أطفال المنزل (بإيحاء من الأهل) وقبل أذان المغرب بقليل.. تعودت الخروج من المنزل (في الحارة ) لأستمع لابن ماجد عندما يؤذن.. وكيف كنا نجري (نحن الأطفال) لإخبار الأهل بأن ابن ماجد قد أذن (تراه أذن) أو اننا سمعنا صوت المدفع.. ليبدأ الكبار (ونحن معهم) الإفطار..
ويأتي المسلسل الإذاعي «أم حديجان» الذي كان يقدم في إذاعة الرياض قبل عدة عقود، وتحول مؤخرا إلى رسوم متحركة على إحدى القنوات الفضائية يتابعها الأبناء كما كان الأجداد والآباء يتابعون ذات المسلسل قبل نصف قرن عبر الإذاعة، في طليعة الأعمال التي تميزت بها الإذاعة السعودية
والذكرى الثانية ( الحارة ) وأزقتها أيام زمان ضعيفة الإضاءة وكيف كنا نضيئها لعباً ولهوا أمام الدكان الوحيد في الحارة أو نكتفي بلعب (عظيم سرا) إن لم نكن نملك قيمة الكولا والفشفاش.. لندفعها لليماني صاحب الدكان قبل اللعب.. ولكثرة لعبنا تجد الأرضية الترابية المحيطة (بالدكان) قد امتلأت بأغطية الكولا والببسي (القموره) التي يكون بعضها قد غاص في الأرض المحيطة (بالدكان) وقد اختفت معالم تلك الأغطية لكثرة الدهس عليها بالأقدام.. وفي حالات كثيرة ينتهي اللعب ..
.. والتي كنت أفضل التي كنا نشتريها أيام زمان من دكان الحارة بعد العصر وقبل أذان ابن ماجد بقليل.. أما الحلى فقد كان شعيرية أو تطلي أو يقمن نساء المنزل بإعداده.. ولا أنسى قوارير (ريح الموز) الصغيرة والأنيقة..
وبمناسبة الحديث عن الحلى أشعر أحياناً أن الدونات الأمريكية سُرقت فكرتها من (اللقيمات) المحلية.. مع فارق وحيد وهو ان طعم اللقيمات يضاهي بل يتفوق على الدونات لذةً وجودة.. أو يكون مجرد (درادم) عجين مقلي ومُشبع بالزيت والسُكر.. ولعل من يسكنه حب الماضي مثلي يتذكر أن لقيمات أيام زمان كنا نأكلها من غير أن يُضاف إليها السكر في مكوناتها.. شأنها شأن (المراصيع) التي أصبح يضاف إليها السكر أيضا هذه الأيام.. هذا إن تمكن نساء هذه الأيام من إعدادها تلبية لرغبة من يحب أيام زمان وأكلات رمضان أيام زمان مثلي..
وايضا من مظاهر واشياء تعودنا ان نراها في رمضان في التلفزيون قديما
مثلا فضيلة الشيخ علي الطنطاوي رحمة الله في برنامجة المشهور
(على مائدة الأفطار)