نعم الهيبة نصف الحكم فالحاكم الذي لا يهابه شعبه لا طاعة له ، وهذه الهيبة يلقيها الله في قلوب الرعية فتنصاع لملوكها وحكامها ، وإذا أراد الله نزع ملكه عن أحد نزع الهيبة من قلوب رعيته فتجرؤوا عليه .
ولعل الجميع يوافقني الرأي أن الله عز وجل أعطى الملك عبد العزيز وأبناءه هيبة عجيبة والقصص حول ذلك كثيرة ، وهذا من نعم الله علينا فهيبة السلطان والخوف منه تردع المجرمين والسفهاء وفي ذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم :
(( إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن ))
عندما أتابع القنوات المصرية وأشاهد تجرؤ المذيعين وضيوفهم على الرئيس مرسي وسبه وشتمه على الهواء تعتريني الدهشة ، ففي عهد مبارك لم يتجرأ هؤلاء على هيبة الرئيس ،ولم نكن نسمع مثل ذلك على القنوات .
الشعب المصري للأسف خرج عن الطوق وألف الفوضى والثورات ، ولن تقوم له قائمة إذا تمت إقالة الرئيس والانقلاب عليه ، فمرسي لم يعترف به معارضوه رئيسا لمصر بعد انتخابه ، وهذا المشهد لا نراه في الدول الغربية ، فالرئيس بعد انتخابه هو رئيس للجميع للمؤيدين والمعارضين ، ولكن ما يحدث في مصر هي الفوضى بعينها .
في تاريخنا الكثير من العبر ولعل أقرب مشهد مشابه لما يحدث في مصر الآن الفتنة الكبرى ومقتل سيدنا عثمان رضي الله عنه وأرضاه على أيدي مثيري الفتنة الذين شغبوا عليه واتهموه بتهم باطلة وطالبوه بأن يعزل نفسه فأبى رضي الله عنه ذلك فتجرأ عليه السفهاء والغوغاء فقتلوه شهيدا رضي الله عنه .
خروجا من نفق هذه الفتنة لا بد من إعادة هيبة الرئيس وهيبة الدولة ، والأخذ بيد من حديد على مثيري الفتن والمخربين والسفهاء ، وعلى الجيش الوقوف مع شرعية الحاكم بغض النظر عن الأخطاء التي وقع فيها ، فسنة في الحكم لا يمكن الحكم عليها ، ثم على الحكماء وأهل الرأي والمشورة نصح ولي الأمر وإعانته وطاعته لتستقيم الأمور .