في ثلاثة تطورات خطيرة يرى فيها المحللون استباقاً لحدث كبير مهم، كشف موقع «ديبكافايل» الاسرائيلي على الشبكة الإلكترونية «الانترنت»، عن اعلان موسكو يوم الاربعاء السادس والعشرين من يونيو عن اكتمال عملية اخلائها لعناصر بعثتها الدبلوماسية وكل العسكريين الروس العاملين في سورية بمن فيهم قوات قاعدتها البحرية في ميناء طرطوس السوري.
فقد قال مسؤول عسكري كبير في وزارة الدفاع الروسية ان روسيا قررت سحب مواطنيها من سورية بسبب اخطار الصراع الدائر فيها ولخشيتها من عواقب اندلاع معارك تكون القوات الروسية طرفاً فيها، غير انه اكد ان هناك 16 سفينة حربية روسية لا تزال منتشرة في الجزء الشرقي من البحر الابيض المتوسط، وأن شحنات الأسلحة، بما فيها اسلحة مضادة للطائرات، ستستمر في الوصول الى سورية.
وفي مؤشر آخر على التصعيد، نفذ لواء جولاني الاسرائيلي مناورة غير معلنة في مرتفعات الجولان حضرها رئيس الحكومة بنيامين نتان وكبار قادة الجيش الإسرائيلي.
أما التطورالخطير الثالث، فقد تمثل في دعوة رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون مجلس الأمن القومي لعقد جلسة طارئة في «عشرة داوننغ ستريت»، لبحث تطور الأوضاع في سورية، وكان ما لفت اهتمام المراقبين على نحو خاص هو دعوة كاميرون لزعيم المعارضة اد ميليباند لحضور هذا الاجتماع، فهذا اجراء لا يحدث عادة الا اذا كانت هناك قضية في منتهى الأهمية يتعين مناقشتها واتخاذ قرار بشأنها.
على صعيد متصل، استخدمت روسيا والصين بصفتهما عضوين دائمين في مجلس الأمن حق النقض ثلاث مرات لتعطيل مقترحات تقدم بها الغرب لزيادة الضغوط على نظام بشار الأسد.
واعتبرت رايس ان تلك القرارات لم تكن تتضمن اي عقوبات او تهديدات باستخدام القوة وانها كانت «معتدلة جداً».
وتابعت «مع ذلك، لم نتحرك ولا أدري كيف يمكن ان ينسب اي احد ذلك الى فشل في السياسة او القيادة الأمريكية عندما كانت غالبية دول مجلس الأمن مستعدة وراغبة في المضي قدماً».
وأعلنت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس ان عجز مجلس الأمن عن التحرك بشكل موحد في سورية «أثّر على سمعته».
وقالت رايس إن «عدم تحرك مجلس الأمن حول سورية هو فضيحة من وجهة نظر اخلاقية واستراتيجية وان التاريخ سيحكم عليه بقسوة في هذا المجال». وقدمت للصحافيين حصيلة أعمالها لمدة اربع سنوات ونصف في الأمم المتحدة قبل أن تتولى مهام مستشارة الأمن القومي للرئيس باراك اوباما. وحملت روسيا والصين مسؤولية هذا الفشل.
«جنيف 2»
يأتي ذلك فيما لمحت الولايات المتحدة بوضوح الى ان مؤتمر «جنيف-2» الدولي حول سورية لن ينعقد في يوليو كما كان متوقعاً، ما يؤخر مجدداً الأمل في امكان التوصل الى تسوية دبلوماسية للنزاع في هذا البلد.
وبعدما تحدثت طويلاً عن شهري يونيو ويوليو موعداًلانعقاد هذا المؤتمر الذي بادرت اليه واشنطن وموسكو والأمم المتحدة، رفضت الخارجية الأمريكية تحديد «جدول زمني». واكتفى مساعد المتحدث باسمها باتريك فنتريل الثلاثاء بالقول إن المؤتمر سيلتئم «ما ان يكون ذلك ممكناً» و«في أسرع وقت».
واضاف فنتريل «من الواضح ان الوضع على الأرض واستمرار النظام (السوري) في تجنب اي مشاورات يشكلان عقبة حقيقية».
وأعلنت الولايات المتحدة قبل اسبوعين عزمها على تقديم «دعم عسكري» لمقاتلي المعارضة السورية.
وفي وقت سابق الثلاثاء، أبدى موفد الأمم المتحدة والجامعة العربية الى سورية الأخضر الابراهيمي في جنيف شكوكه في «انعقاد (جنيف-2) في يوليو».
وتحضيراً للمؤتمر الدولي، التقى الابراهيمي في جنيف نائبي وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف وغينادي غاتيلوف ومساعدة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون السياسية وندي شيرمان.
وفكرة «جنيف-2» التي تستند الى تسوية سياسية دولية وقعت في 30 يونيو 2012 في جنيف ولم تطبق، كان طرحها وزيرا الخارجية الأمريكي جون كيري والروسي سيرغي لافروف. وتهدف الى اجراء مفاوضات بين النظام السوري ومعارضيه بعد أكثر من عامين على اندلاع النزاع الذي خلف 93 ألف قتيل على الأقل بحسب الأمم المتحدة.
ولفت فنتريل الى أن كيري ولافروف سيلتقيان مجدداً على هامش منتدى اسيان الإقليمي الذي يعقد في الاول والثاني من يوليو في بروناي، مؤكداً بذلك ما كانت أعلنته الأمم المتحدة في جنيف.
وقال المتحدث الأمريكي «لسنا متفقين على كل شيء، لكن الولايات المتحدة وروسيا متوافقتان على ان المخرج الوحيد لإنهاء هذا النزاع يتمثل في حل سياسي».
فوكوياما: استمرار الصراع في سورية سيحوّلها إلى «دولة فاشلة»
من جهته، اعتبر المفكر الأمريكي فرانسيس فوكوياما ما يحدث في سورية «مأساة حقيقية» وقال «إن ادارة اوباما كانت حذرة ومتوجسة من التدخل بشكل مبالغ فيه»، مشدداً على «ان اوباما كان يجب أن يدعم دول الخليج في مساعيها لإسقاط نظام الأسد» مشيراً الى انه «كلما طال امد النزاع تزداد الأوضاع سوءا وتتعمق الأزمة ويشتد الصراع ما سيتسبب في صراعات داخلية في المرحلة ما بعد إزاحة النظام ما سيحول سورية الى دولة فاشلة».
ورأى فوكوياما «ان الولايات المتحدة عليها التزام الحذر من التدخل في الدول الأخرى ولكن في حال فعلت ينبغي عليها ان تبقى بشكل اطول حتى تساعد في البناء وإعادة الاستقرار»، وقال «إن بناء الديموقراطية عملية طويلة ومعقدة واحتاجت اوروبا 100 عام حتى أصبحت العملية الانتخابية مستقرة وطبيعية يصوت فيها الناس بطريقة حرة»، واضاف «من الوهم الاعتقاد بسهولة تأسيس نظام ديموقراطي فاعل في ليلة واحدة في العالم العربي خصوصاً ان المنطقة لم تعرف بتاريخها نظاماً ديموقراطياً يساعدها في هذا التحول، وهي تحتاج الى احزاب سياسية وقضاء مستقل وحكم القانون وهي اشياء غير موجودة»، وقال «إن اوروبا لم تتحول الى ديموقراطية بسرعة بل بشكل تدريجي، اذ شهدت الصراعات الدينية التي لم تتوقف إلا بعد ان أدرك المتقاتلون الدينيون صعوبة الاستمرار في القتال حتى الأبد».
الإخوان
وحول تطورات الأوضاع في مصر وطريقة اداء الإخوان المسلمين في السلطة قال فوكوياما «إن سلوك وأسلوب الإخوان في الحكم غير مشجع، اذ لا يبدو انهم يرغبون في مشاركة القوى الاخرى ويسعون للاستفراد بالسلطة بالقوة»، مشيراً الى «أن احدى المشكلات المعيقة في مصر تتمثل في انعدام الاتفاق على الهوية السياسية»، مبيناً «ان الإخوان لديهم نسخة مختلفة لهذه الهوية عما لدى التيارات الليبيرالية».
وعن سؤال حول رهان ادارة اوباما على الإخوان المسلمين وإمكانية تحليهم بالواقعية وعدم فرض ايديولوجيتهم الأصولية، قال فوكوياما «التيارات الدينية لا يمكن لها ان تختفي او تذهب من تلقاء نفسها» وقال «ما بوسع الولايات المتحدة عمله هو محاولة إقناعها بأن تكون أكثر انفتاحاً وليبيرالية».
أكثر من مئة ألف قتيل منذ بدء النزاع
في ذات السياق، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان في حصيلة جديدة سقوط أكثر من مئة ألف قتيل منذ بدء النزاع في سورية في مارس 2011.
وأضاف المرصد ان الحصيلة باتت 100.191 قتيلا من بينهم 63.661 مدنياً على الأقل و25 ألف جندي نظامي و18.072 من مقاتلي المعارضة.
سوريون على متن حافلة يتعرضون للطعن بالسكاكين شرق بيروت
إلى ذلك، تعرض ركاب حافلة صغيرة تقل سوريين الأربعاء، لهجوم بالسكاكين، نقلوا على إثره الى المستشفيات.
وقالت مصادر أمنية لبنانية، ان مجهولين اعترضوا حافلة تقل سوريين كانت متوجة الى استوديو خاص لتسجيل أغان تراثية سورية، شرق بيروت، وانهالوا عليهم بالضرب والطعن بالسكاكين.
واشارت المصادر الى أن الجرحى نقلوا الى المستشفيات، بينما بدأت قوى الأمن تحقيقاتها في الحادثة.
طائرة روسية تجلي حوالي 130 شخصاً من سورية
وأعلنت موسكو الأربعاء، انه تم اجلاء حوالي 130 شخصاً من روسيا وجمهوريات سوفييتية سابقة، من سورية، على متن طائرة روسية حملت مساعدات إنسانية الى هناك.
ونقلت وكالة الأنباء الروسية (نوفوستي) عن وزارة الطوارئ الروسية ان طائرة تابعة للوزارة من طراز «ايل 62» غادرت اللاذقية وحطت في موسكو في وقت مبكر اليوم وعلى متنها 127 شخصاً قرروا مغادرة سورية في ظل استمرار النزاع هناك بينهم 76 مواطناً روسياً.
وأوضحت ان طائرتين روسيتين كانتا حطتا في سورية أمس الثلاثاء محملتين بـ20 طناً من المساعدات الإنسانية للسكان المحليين.
نقل طفلين سوريين للعلاج في مستشفى إسرائيلي
على صعيد متصل، نقل طفلان سوريان للعلاج في مستشفى إسرائيلي ليل الثلاثاء الأربعاء بعدما أصيبا بشظايا جراء القتال الجاري في سورية بحسب ما أعلن متحدث باسم المستشفى الأربعاء.
وقال المتحدث باسم مستشفى زيف في بلدة صفد في بيان إن احد المصابين فتى يبلغ من العمر خمسة عشر عاماً في حالة خطرة ويعاني من عدة جروح في جسمه. http://alwatan.kuwait.tt/ArticleDeta...rQuarter=20132