إنه يناجي ربه بعيدا عن عيون الناس , بعيدا عن أسماعهم . في عزلة يخلص فيها لربه ,
ويكشف له عما يثقل كاهله ويكرب صدره ويناديه في قرب واتصال: ( ربِ . . ) بلا واسطة حتى ولا حرف النداء .
وإن ربه ليسمع ويرى من غير دعاء ولا نداء ولكن المكروب يستريح إلى البث , ويحتاج إلى الشكوى .
والله الرحيم بعباده يعرف ذلك من فطرة البشر , فيستحب لهم أن يدعوه وأن يبثوه ما تضيق به صدورهم .
(وقال ربكم ادعوني أستجب لكم) ليريحوا أعصابهم من العبء المرهق , ولتطمئن قلوبهم إلى أنهم قد عهدوا بأعبائهم إلى من هو أقوى وأقدر ;
وليستشعروا صلتهم بالجناب الذي لا يضام من يلجأ إليه , ولا يخيب من يتوكل عليه .