يحجم العورة ويسقط هيبة الرجال "أسكيني " الموديل المتطور من "طيحني" موضة شاب الكول لعيد الفطر
مكة المكرمة- أشواق الطويرقي:
اكتسحت موضة بنطال "أسكيني" الموديل المتطور من بنطال "لويست" أو "طيحني" الأسواق السعودية مؤخرا بعد أن خصصت في فترة سابقة للنساء لتنتقل مؤخرا إلى المتاجر المخصصة لبيع ملابس "شاب الكول" اللاهث خلف صراعات وتقاليع الغرب الهوجاء التي تخدش القيم وتعيب التقاليد , برغم من التوجيهات الصريحة حول مبالغة الشباب في التجمل واللهث خلف الموضة الأجنبية التي يرفضها الدين والمجتمع وتمقتوها تقاليدنا الأصيلة.
فقد يرى "شباب الكولنه " ممن أطلقوا على أنفسهم هذه التسمية المشتقة من كلمة "كوول" بمعني العصرية أو التمدن وفقا لفلسفتهم العصرية التي يؤمنون بها انه لا بد للشباب من مواكبة مجريات العصر الحديثة والتعامل والتفاعل معها بخيرها وشرها أسوة بغيرها من المتغيرات التي طرأت حديثا كاستخدام التقنية بكل وسائلها في مختلف جوانب حياتنا عوضاً عن الاسالبيب العتيقة فبدلا من استخدام الدواب للتنقل استخدمنا السيارات والطائرات ونتوق لاحتواء اللغات الأجنبية بدلا من اللهجات العربية أو المحلية وهكذا ينطبق الأمر على تطور أنماط هندام الذكور من زمن لزمن ومن جيل لجيل , وكما هو معروف أن الموضة العالمية هي التي تجمع الثقافات الأوربية المختلفة التي تعبر عن حرية الذات سوا في الشكل أو الهندام أو الألوان التي حرمتها علينا مجتمعاتنا العربية وفقا لقوقعة عادتنا التي تكترث بالمجتمع وتتجاهل الذات ورغباتها . فمن غير المنطقي أن نرتدي ثياب تراثية في هذا العصر لنرضي أذواق أصحاب الأفكار الرجعية والقديمة .
كما ذكر البعض الأخر من الشاب أنهم من المؤيدين للموضة وحسن المظهر" لان الله جميلاً يحب الجمال" ولكن ليس بهذه الصورة المخجلة التي تشوه معالم الرجولة وتبدلها لتجعل كل من يراهم لا يفرق بين الرجل والمرأة لان هؤلاء الشباب قد قلبوا أصل الفطرة الإنسانية التي جبلنا عليها المولى عزه وجل لإشباع غاية ما في أنفسهم لا يستطيعون إشباعها إلا بهذه الطريقة الملفتة للانتباه وليس من اجل اللهث خلف الموضة وآخر صَرعاتها لان الشاب الفطري يدرك أن ليس كل جديداً متبع.
ومن جانبا آخر فقد علل بعض الشباب أسباب رفضهم" للاسكيني" و"طيحني" وجميع تقاليع "الكول" سوا في الهندام أو الشكل وما يشتمل عليه من قصات الشعر أو "الكدش" أو المبالغة في إطالة الشعر وقصة كالنساء أو موضة حف الذقن والشارب " التنعيم" أو رسم الذقن برسومات وأشكال غربية تنتمي إلى العصور السابقة في الستينيات أو السبعينيات أو التشبه ببعض مشاهير الغناء الغربي بسلوك الشاذ و لا أخلاقي فالتعبير عن الذات وحرية الرأي لا تكون بمصادرة كرامة الرجل وهيبته وجلب العار لأهله ومجتمعه الغراب لهم معني ومقاصد فيما يلبسون ويسمعون فا للشواذ ملابسهم وأغانيهم الخاصة وللمجرمين وكذلك للسفاحين لكلا منهم عنوانين تدول متبعينهم عليهم ومن المؤكد أن كثير من "شباب الكول أو الكولة" يدركون ذلك جيد , ولكن فهمهم وإدراكهم الخاطئ للمدنية أو العصرية يجعل منهم إمعة تسير مع الركب أينما اتجه فينظرون نظرة التخلف والرجعية لمن خالفهم والإعجاب لمن شجعهم وسار على دربهم , غير انه من هؤلاء الشباب تروق لهم هذه الملابس التي تواكب أهواء أنفسهم وميولهم الشاذ والمنحرف.
وذكر "جمال" وهو موظف بإحدى متاجر الملابس الشبابية عن موضة "الاسكيني" "للوئام" وصفا إياها بأنه تطوير لبنطال "لويست الشهير بطيحني" وهو عبارة عن بنطال مخصر شديد الضيق من أعلى الخصر إلى أسفل القدمين من خامة الجينز العالمية ومن ماركات مختلفة , كما يبرز أدق تفاصيل جسد الشاب أو الفتاة ولا توجد منه مقاسات كبيرة ويوجد بجميع الألوان وخاصة الزاهية والجذابة كالأحمر والزهري والبنفسجي ويوجد بموديلات و إكسسوارات مختلفة تركز على مناطق محددة للجسد سواً من الخلف أو الأمام بالإضافة إلى وجود أحزمة مخصصة لها سوا للفتيات أو الشباب فقد وجد هذا النوع من البنطال إقبال شديد في أوساط بعض الذكور من متبعي الموضة العالمية كما في المقابل رفضه الكثير أيضاً من الشباب لشدة ضيقه وغرابة ألوانه كما رفضه البعض لعدم توفر مقاسات كبيرة منه فقد صمم البنطال بمقاسات صغيرة و محددة . وغالبا تكون ال"تي شرتات" التي تلبس لهذا البطال موازية للخصر أو اقصر منه بقليل بألوان زاهية أو فاتحة مناسبة للاكسسورات وموديل البنطال بحث لا تفقده مظهره "الناعم " فقد تتراوح قيمته على حسب الموديل وخامة القماش وماركته, فقد لا يقل قيمته عن ال"120" ريال وقد تتجاوز ال"400" ريال. كما توجد مقاسات خاصة بالأطفال من سن "9" سنوات ومن الجدير بالذكر أن موضة الاسكيني كانت متوفرة بالأسواق من العام الماضي وخاصة بالأسواق النساء إلا أنها أخذت تكتسح سوق الذكور منذ قرب موسم الإجازة الصيفية. وأضاف أن بعض الشباب لا يجد مقاسه فيخذ بنطال من أي نوعيه ويقوم بتضييق حيث تقدم اغلب محلات بيع الملابس الشبابية هذا النوع من الخدمة مقابل مبلغ مالي زهيد إضافي على قيمة البنطال إرضاءً زبائنهم .
النظرة الاجتماعي والنفسية :
ومن جانبها فقد أرجعت الأخصائية الاجتماعية الأستاذة سحر المالكي أسباب انتشار هذه التقاليع بين الشاب في الآونة الأخيرة إلى عدة سلوكيات و ظواهر اجتماعية بين الشباب والفتيات بغض النظر عن كونها مقبولة أو مرفوضة فهي تعتبر سلوكيات دخيلة على الخلفية الثقافية الاجتماعية لمجتمعنا وقد دخلت منازلنا، إلى أن أصبحت جزء من ثقافتنا وصفة سائدة بين أغلب فئات المجتمع وإن المتأمل لهذه التقليعات الدخيلة يلحظ دون عناء ما يعيشه بعض الشباب والفتيات من تخبط وعشوائية وضياع للهوية واتجاه نحو اللامعنى في مجموع السلوكيات التي يمارسونها ومحاولة البحث عن الذات من خلال الآخرين،باعتبار أن ثقافة المجتمع هي المعيار الذي يقيس أنماط ممارسة السلوك الإنساني للأفراد من هذا المنطلق يجب أن نراعي دور الشارع والأسرة والإعلام والمدرسة في تكوين هذه الثقافة وبالتالي توجيه السلوك الإنساني و أول من يسلط عليه الضوء هي:التربية لأنها هي أداة التغير الفعالة في أي مجتمع، فإذا كان العالم الآن يبحث عن العالم الواحد، فقد أصبح لزاماً علينا البحث عن الدور الذي ستؤديه التربية في المساهمة والمواجهة لهذا التغير.فالتربية المتكاملة الأدوار للأبناء وأعني بذلك التربية بجميع جوانبها الدينية والاجتماعية والنفسية والعقلية إذا ما طبقت بصورتها الصحيحة داخل المنزل تخرج لنا أفراد لديهم استقلالية وشخصيه مستقلة بذاتهم ويصبحون هم من يفرضون ثقافتهم على من حولهم ليسوا أفراد بلا هوية يبحثون عن ذواتهم من خلال تقليدهم للآخرين بطريقة لبس أو قصة شعر أو أسلوب حديث ... كما هو حال بعض أفراد المجتمع ولا سيما "شباب الكول" كونهم ابرز فئات المجتمع تقليدا للغرب وأيضا غياب القدوة الحقيقية داخل المنزل مما تجعل الأبناء بلا موجًه وغياب الصورة الصحيحة للقدوة خارج المنزل أيضا تسهم في اتخاذ أي شخص لمجرد أنه بارز أو مميز قدوة ولو كان ظهوره بشكل غير صحيح وفهم الآباء الخاطئ لمفهوم القدوة الذي اقتصر عند حد فهمهم على الأوامر والتسلط والتذمر من كل شي وغاب عن ذهنهم أن القدوة هب بالأساس سلوك متبع وكذلك عدم إشباع الحاجات الاجتماعية والنفسية داخل الأسرة لأفرادها بشكل متوازن فمثلا التقصير في إشباع حاجة الاهتمام والمكانة والتقدير تولد لدى الأبناء شعور عكسي بحب الظهور والتميز محاولة منهم في كسب الحاجة المفقودة داخل الأسرة فيكون التوجه للتميز بالشكل والغرابة في التقليد هي الطريقة المثلى من وجهه نظرهم لجذب الانتباه وكسب المكانة وإشباع الحاجات المفقودة بالإضافة إذا ما توقفنا قليلا لاحظنا أن من يتابعون الموضات والتقاليع هم فئة أو عمر معين وغالبا ما يكون في فترة المراهقة التي يفتقدون فيها للتصرفات الايجابية والعقلانية فإذا ما وجد المراهق التفهم السليم لهذه المرحلة التي يمر بها داخل المنزل ممكن أن تساهم الأسرة بذلك في تكوين شخصيته المستقلة بالشكل السليم والحد من تمرده على كل ما هو معتاد عليه ولجوئه لتقليد أمور لا تتناسب وشخصيته وإتباعها،بمعنى أن التربية المتكاملة أول ما ينبغي للوالدين الاهتمام به عند تربيه فلذات أكبادهم ، فمن أحسن هذه التربية للأبناء، بالقيم والأخلاقيات والسلوكيات الصحيحة منذ بداية طفولتهم تترك في نفسهم أثر إيجابي يستمر معهم طوال سنوات إذا ما استمروا وحافظوا عليها،هذا فيما يخص التربية وأيضا التأثر بالرفقة والأصدقاء وفهمهم الخاطئ للعولمة والانفتاح على ثقافة الشعوب وأخذ ما يتناسب وما لا يتناسب معهم حتى لا يصبحوا من وجهه نظرهم متخلفين عن غيرهم غاب عن بالهم أن التقدم والتطور لم يكن إلا من خلال وجود شخصيات مستقلة وثقافات مختلفة وليست بالتقليد والسطحية فقط،وغياب دور وسائل الإعلام الحقيقي فهي التي تساعد على انتشار هذه التقليعات بصورة تحببها للشباب بما تقدمة لهم من كونها سلوكيات جميلة ممكن للكل ممارستها حتى لو لم تتناسب معهم فإذا ما سلًط الإعلام الضوء على أمور تكسب الأفراد عمق أكثر بجميع وسائلة ممكن بذلك الحد من هذه الظاهرة،وأذكر أن المجتمع أسرة فإذا ما بنيت قواعدها بشكل سليم يحدد الأدوار والحقوق والواجبات أصلحت كل مؤسسات هذا المجتمع بكافة وسائلها وبذلك سنرتقي بمستوى السلوك الإنساني لأفراد هذا المجتمع بشكل خاص وثقافته بشكل عام.
النظر الشرعية:
وابتدأ فضيلة الشيخ شجاع بن ساعد الذويبي رئيس مركز حي الهجرة التابع لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمكة المكرمة حديثة عن السلوك الشاذ الذي يصدر من الشاب سواء كانت في الهندام أو الشعر أو الشكل والمبالغة في التجمل والتزيون و السعي خلف تقاليع الغرب , وممارسة سلوكياتها وطرق واسالييب حياتهم التي يشاع ظهورها في مواسم الأعياد وفي أماكن الجمهرة بذكر قصة والدي البشرية التي تضرب مثلا عميقاً في جزاء العصيان وإتباع خطى الشيطان قائلاً"إن أبانا آدم وأمنا حواء عليهما السلام كانا من أعظم ما نزل بهما من العقوبة والبلاء بعد مخالفتهما لأمر الله جل وعلا واكلهما من الشجرة التي نهاهما الله عنها كان أعظم بلاء بليا به هو انكشاف عورتيهما ولذلك حكى الله جل وعلا ما أصابهما من الهلع فقال ( فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة ) الآية 22الاعراف ، فكانت هذه أعظم عقوبة وقعت بدليل بادرا بالندم والتوبة (قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين) الآية 23 الأعراف ، ثم بعد أن انزلهما الله جل وعلا إلى الأرض ، جعل الله لهما اللباس منة منه ورحمة لهما ولذريتهما من بعدهما فكان من أعظم النعم على بني آدم ومما ميزهم الله به عن سائر المخلوقات والبهائم قال تعالى : ((يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتكم وريشا )) الآية 26 الأعراف ، قال العلماء رحمهم الله وفي هذه الآية دليل على وجوب ستر العورة ، فلذلك كانت الفطرة السليمة عند بني آدم سواء المؤمن منهم أو الكافر أنه يحرص على ستر عورته ويسعى لتغطيتها بأي طريقة ممكنة حتى لا ينكشف منها شيء وقد روي أن عَلِيًّا رَضِيَ اللَّه عَنْهُ أَتَى غُلَامًا حَدَثًا فَاشْتَرَى مِنْهُ قَمِيصًا بِثَلَاثَةِ دَرَاهِم وَلَبِسَهُ مَا بَيْن الرُّسْغَيْنِ إِلَى الْكَعْبَيْنِ يَقُول حِين لَبِسَهُ الْحَمْد لِلَّهِ الَّذِي رَزَقَنِي مِنْ الرِّيَاش مَا أَتَجَمَّل بِهِ فِي النَّاس وَأُوَارِي بِهِ عَوْرَتِي فَقِيلَ هَذَا شَيْء تَرْوِيه عَنْ نَفْسك أَوْ عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ هَذَا شَيْء سَمِعْته مِنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول عِنْد الْكِسْوَة" الْحَمْد لِلَّهِ الَّذِي رَزَقَنِي مِنْ الرِّيَاش مَا أَتَجَمَّل بِهِ فِي النَّاس وَأُوَارِي بِهِ عَوْرَتِي " . رَوَاهُ الْإِمَام أَحْمَد ولا يزال الشيطان يسعى لإغواء بني آدم وإيقاعهم في مخالفة أمر الله ويعينه على ذلك من اتبعه من الإنس ، ومن ذلك إغوائه لهم لكشف عوراتهم كما قال الله جل وعلا (0يابني آدم لا يفتننكم الشيطان كما اخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوءاتهما )) الآية 27 الأعراف.
ومن ناحية دخول البضائع التي تحمل مثل هذه الملابس كبنطال "الاسكيني" أو "طيحني" أرى أن مسؤولية تواجد هذه البضائع بالأسواق تقع المسؤولين في وزارة التجارة ومصلحة الجمارك ، ولاشك أن هنالك تقصير من قبل بعض العاملين في المنافذ مما يجعل هذه البضائع تمر دون رقابة ومن يتسبب في دخولها لاشك انه واقع في الإثم من ناحيتين ، من ناحية أنه ممن دعا إلى ضلالة حيث أن دخولها يوجب انتشارها ولبس الشباب لها ، ومن ناحية معصيته لولي الأمر الذي ائتمنه على هذا المنفذ ولكنه خالف هذه الأمانة ، كما أن من أسباب تواجدها في الأسواق جشع بعض التجار الذين لا هم لهم سوى المال الذي يجنونه سواء كان من حلال أو حرام وسواء ترتب عليه فساد أو خراب أم لا ، وهم كذلك واقعون في الإثم .
فدور جهاز الحسبة (هيئة الأمر بالمعروف ) تجاه الشباب الذين يرتدون هذا البنطال أو غيره من البناطيل المخالفة فإن للهيئة دور توجيهي يكمن في مناصحة الشباب الذين يرتدن هذه البناطيل ومناصحة أولياء أمورهم وتوجيههم ، بالإضافة إلى الدور الأمني في حماية الأخلاق بضبط هؤلاء الشباب إذا دعت الحاجة إلى ذلك واخذ التعهد عليهم أو إحالتهم إلى الشرط لإيداعهم دور التوقيف تنفيذا لتعليمات ولاة الأمر حفظهم الله الصادرة في هذا الشأن .
أما عن رأيي في مبالغة الشباب والفتيات في الزينة ، فبالنسبة للفتيات لا بأس بالتزين فإن من فطرتهن حب الزينة والتجمل وقد حكا الله جل وعلا ذلك في كتابه الكريم فقال سبحانه (( أو من ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين )) الآية 18 الزخرف ، لكن أن لا يصل ذلك إلى حد الإسراف الذي نهى الله عنه ((إنه لا يحب المسرفين )) الآية 41 الأعراف ، وأن لا يترتب على ذلك فتنة كأن تتزين الفتاة أمام الرجال الأجانب ، فتلك ملعونة بمفهوم حديث الرسول صلى الله عليه وسلم في المرأة التي تتعطر ثم تمر على الرجال فيشموا ريحها مع أن العطر في الأصل مرغب فيه لكنه إذا كان عند غير المحارم للمرأة أو ينتج عنه فتنة فهو حرام .
أما بالنسبة للشباب ، فجمال المظهر في الشرع مطلوب من غير تشبه بالنساء أو مبالغة في التجمل وقد لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء ، و لبس الشباب لمثل هذه البناطيل لا شك في تحريمه لعدة أسباب ظاهرة من كتاب الله وسنة رسول الله والوقوع في التشبه بالكفار ، حيث أن هذه الألبسة قد صنعت من قبلهم وهي من ألبستهم التي تخالف شرعنا وفطرتنا وقد قال صلى الله عليه وسلم لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه ، قيل اليهود والنصارى ، قال : فمن ) أي من غيرهم ؟ وقد أمر صلى الله عليه بمخالفة المشركين في أكثر من حديث ،بالإضافة إلى كشف العورات والذي نهى الله عنه كما ذكرنا في قصة آدم عليه السلام ، ولا شك أن هذه البناطيل تكشف العورة من ناحيتين أولا أنها تظهر جزء من العورة المغلظة وهي من السرة إلى الركبة وثانيا أنها تحجم العورة وتحجيم العورة مثل كشفها في التحريم بل قد يكون اشد لكونه يظهرها بمظهر فاتن وأنصح أولياء أمور هؤلاء الشباب أن يتقوا الله فيما استرعاهم الله إياه من هؤلاء الأبناء فهم مسئولون عنهم أمام الله جل وعلا وقد قال صلى الله عليه وسلم (( كل راع وكلكم مسئول عن رعيته ، والرجل راع في أهل بيته ومسئول عن رعيته )) ، كما أن التساهل مع الأبناء في اللباس أمر خطير قد يترتب عليه أمور لا يدركها الكثير من الناس من تعريضهم للخطر وتعويدهم على القبيح من الفعل واستمرائهم للعادات السيئة والأخلاق البذيئة .فإن خطة الهيئة في العيد تجاه هذه الظاهرة لا تختلف عن الخطط التي تسير عليها الهيئة طوال السنة إلا أنه يتم التركيز في الدوريات وتكثيفها علي أماكن الجمهرة كالملاهي والحدائق والأماكن التي يرتادها الشباب ومن يضبط في مثل هذه الأوقات واقعا في مخالفة شرعية ونظامية فإنه قد يستمر توقيفه في مراكز الشرط ودور التوقيف إلى بداية العمل الرسمي في الدوائر الحكومية حتى يتم التوجيه في أمره من قبل الإمارة أو يعرض أمره على هيئة التحقيق والادعاء العام وبالنسبة للمحلات التجارية فإن ما يوجد فيها من بضائع مخالفة فإنه يؤخذ على صاحب المحل التعهد الخطي إذا كانت المخالفة لأول مرة ويتم إتلاف البضاعة أو إعادة تصديرها على حساب صاحب المحل حسب توجيه مقام وزارة الداخلية وبإشراف الجهة القابضة ، وغالب هذه المخالفات تقع مسئولية تطبيقها على فروع وزارة التجارة .
واختتم الذويبي حديثة قائلاً" أننا نعجب من شبابنا وفتياتنا ومن سعيهم وراء الموضة التي هم المستهدفون بها من قبل الغرب لإضاعة هويتهم الإسلامية وإفساد أخلاقهم السوية ، ثم تجد هؤلاء الشباب أو البنات يسعون لإتباع هذه الموضة دون أقل تفكير أو أدنى اعتزاز بقيمهم وأخلاقهم وهم في بلادهم فضلا عن حالهم إذا ذهبوا إلى بلاد الغرب ، مع أننا نجد الغرب يعتزون بقيمهم وعاداتهم ولا يتنازلون عنها حتى إذا جاءوا إلى بلادنا فلم نرى يوما من الأيام هؤلاء الغرب عندما يحضرون إلى بلادنا يلبسون لباسنا ، ويزداد العجب من الشباب خاصة عندما ندخل احد المساجد فنجد شابا قد حضر إلى الصلاة بهذا اللباس الذي يكشف العورة أو يحجمها بل قد نجده مبكرا إلى الصلاة وفي الصف الأول ، ألا يعلم هؤلاء الشباب أن ستر العورة شرط لصحة الصلاة فتكون صلاته بهذه الصورة باطلة غير مقبولة.