الجواب البديهي الأول هو (أبل) بالطبع، ففي حين لم يقدم جهاز (ماك) الكثير من المزايا التي قد تجعله يمثل تهديدا للحواسيب المكتبية، إلا أن (أبل) سارعت بإصدار منتجين لما بعد حقبة الحواسيب المكتبية هما (أي باد) و(أي فون)، واللذان حققا نجاحا ساحقا، وكان لهما الأثر العظيم على عالم التكنولوجيا.
لقد أثر الـ(أي باد) بشكل كبير جدا على سوق الحواسيب المكتبية، ففي 3 سنوات فقط، أدت مبيعاته إلى تراجع مبيعات الحواسيب المكتبية بشكل خطير بعد أن كانت في ازدياد مطرد. مما لا شك فيه هو أن (أبل) بنت ثروتها وشهرتها العالمية جراء نجاح منتجات ما بعد حقبة الحواسيب المكتبية، ولابد أنها ستسيطر على السوق لسنوات عدة قادمة.
على الرغم من أنها لا تنتج الهواتف أو الحواسيب اللوحية، إلا أن مؤسسة (كوالكوم) تنتج الرقاقات الداخلية الخاصة بهذه الأجهزة، وإذا فتحت هاتفك فلابد من أنك ستجد شعارها على إحدى الرقاقات الرئيسية. وتصمم (كوالكوم) الأجزاء الداخلية للكثير من الأجهزة والهواتف الذكية، ومن ضمنها الـ(أي فون) والـ (أي باد)، كما أن جهاز (إس 4 – S4) الجديد من (سامسونغ) يحتوي على ما لا يقل عن 6 قطع من إنتاج هذه المؤسسة، ومن ضمنها المعالج رباعي النوى.
تحكم مؤسسة (كوالكوم) سيطرتها على السوق يوما بعد يوم، فالقطع التي تنتجها ذات شعبية مطردة وأسعار معقولة، وليس من المستغرب أن تحقق إنجازات كبيرة في المستقبل.
شركة (إنفيديا)
لابد أن (إنفيديا) هي واحدة من أهم المؤسسات المسؤولة عن تصميم وتطوير كرت الشاشة، ولكن منذ أن تراجعت مبيعات الحواسيب المكتبية، فقد بدأت (إنفيديا) بالعمل جاهدة لتنويع عملها، ولعب دور كبير في سوق ما بعد حقبة الحواسيب المكتبية. ولاشك من أن خبرتها في تصنيع وحدات تشغيل الرسومات تعني بأنها على دراية بعمل المعالجات، وقد استغلت هذا الجانب، وبدأت بتطوير رقاقات (تيغرا -Tegra) للهواتف الذكية.
لاشك في أن (إنفيديا) ترزح تحت وطأة المنافسة مع مؤسسات كبرى مثل (كوالكوم)، إلا أن خبرتها وقرارها الذكي لدخول سوق الهواتف الذكية مبكرا يوحيان بأنها تعرف كيف تستغل السوق، وأن لها مستقبلا واعدا فيه. شركة (أمازون)
قد تفاجئ بأن (أمازون) واحدة من المؤسسات على هذه القائمة، فالاعتقاد ال هو أنها تبيع الكتب والمنتجات الأخرى عبر الإنترنت وحسب. صحيح أن موقع (أمازون) هو أكبر موقع للبيع بالتجزئة في العالم، إلا أن هذه المؤسسة العملاقة عملت على مر السنين على تنويع عملها ومصادر دخلها، فهي لا تبيع الكتب والملابس والأجهزة والمواد الملموسة فحسب، بل انتقلت إلى بيع البرمجيات والتطبيقات والألعاب والكتب الإلكترونية التي يمكن تحميلها مباشرة من الموقع. ومنذ إصدار قارئ الكتب الإلكتروني (كيندل– Kindle)، حققت (أمازون) تقدما ملحوظا في حقبة ما بعد الحواسيب المكتبية.
لقد لقي (كيندل) إقبالا واسعا، إلا أنه بقي مجرد قارئ إلكتروني للكتب، لكن كل ذلك تغير حين كشفت (أمازون) النقاب عن سلسلة الحواسيب اللوحية (كيندل فاير- Kindle Fire)، وهنا بدا واضحا أن (أمازون) قد استثمرت الكثير لتطوير خدماتها الرقمية. على الرغم من أن (أمازون) ما زالت تتخذ خطوات خجولة في سوق الحواسيب اللوحية، إلا أن ما يميز منتجاتها هو أسعارها الزهيدة جدا، وهو أمر لا تستطيع كل من (أبل) و(سامسونغ) عمله. وتقول الشائعات إن الهدف الذي تسعى (أمازون) لتحقيقه في نهاية المطاف هو بيع الحواسيب اللوحية بـ99 دولارا أمريكيا فقط، وإذا حققت هذا الهدف، فلابد من أنها ستقلب ميزان القوى لصالحها.
شركات الاتصال
ليست شركة واحدة، بل قطاعا بأكمله لا يعيره الكثيرون الاهتمام الذي يستحقه، فمؤسسات الاتصال تلعب دورا مهما جدا في الحقبة الجديدة، فهي تمثل البنية التحتية التي تجعل وجود عصر ما بعد الحواسيب المكتبية ممكنا، وهي العمواد الفقري لشبكات الاتصال اللاسلكية.
كل هاتف ذكي يعمل بتقنية الجيل الثالث أو الرابع لابد أن يكون مشتركا بخدمات إحدى شركات الاتصال سواء بعقد أو عن طريق البطاقات المدفوعة مسبقا. وقد أدت شعبية الهواتف الذكية والحواسيب اللوحية الواسعة إلى فتح المجال أمام شركات الاتصال للتطور في السوق.
قل الطلب كثيرا على المكالمات الهاتفية والرسائل النصية، وأصبح الإقبال العام يتجه إلى البيانات والتطبيقات وخدمات الإنترنت، والتي أصبحت شركات الاتصال ترفع أسعارها لتحقيق أكبر قدر من ال، ولابد من أن شركات الاتصال ستجد طرقا جديدة لجعل مستخدميها يدفعون أكثر لقاء استخدام أمواجها الهوائية، ما يجعلها أحد اللاعبين الأساسيين ذوي المستقبل الواعد في السوق.