إن كنت أخذت على الدهر عهدا أن يكون لك كما تريد في جميع شؤونك وأطوارك وألا يعطيك ولا يمنعك إلا كما تحب وتشتهي..
فجدير بك أن تطلق لنفسك في سبيل الحزن عنانها كلما فاتك مأرب أو استعصى عليك مطلب ..
وان كنت تعلم أخلاق الأيام في أخذها وردها وعطائها ومنعها وأنها لاتنام عن منحة تمنحها حتى تكر عليها راجعة فتستردها ..
وان هذه سنتها وتلك خلتها في جميع بني آدم سواء في ذلك ساكن القصر وساكن الكوخ ومن يطأ بنعله هام الجوزاء ومن ينام على بساط الغبراء
فخفض من حزنك وكفكف من دمعك فما أنت بأول غرض أصابه سهم الزمان وما مصابك بأول بدعة طريفة في جريدة المصائب والأحزان..
انت حزيـــــن !!
لأن نجما زاهرا من الأمل كان يتراءى لك في سماء حياتك فيملاء عينيك نورا وقلبك سرورا .
وما هي إلا كرة الطرف إن افتقدته فما وجدته
ولو انك أجملت في املك لما غلوت في حزنك ..
ولو أنت أنعمت نظرك فيما تراءى لك لرأيت برقا خاطفا ما تظنه نجما زاهرا وهناك لا يبهرك طلوعه فلا يفجعك أفوله
$اسعد الناس في هذه الحيـــــاة $
من إذا وافته النعمة تنكر لها ونظر لها نظرة المستريب بها وترقب في كل ساعة زوالها وفناءها
فإن بقيت في يده فذاك
والا فقد اعد لفراقها عدته من قبل
لولا السرور في ساعة الميلاد ماكان البكاء في ساعة الموت
ولولا الوثوق بدوام الغنى ماكان الجزع من الفقر
ولولا فرحة التلاقي ما كانت ترحة الفراق ...