قلنا في حديث سابق إن خطاب بشار الأسد في 6-1-2013 م أعطى إنطباع بأن هناك شيء ما خفي قد حدث , خصوصاً و أن الأوضاع على الأرض وقتها لم تكن في صالح النظام , وكان تفسيرنا , هو أن هذه الإرتفاع في معنوية يعني شيء ,فاما هم إنزاح أو هم شورك في حمله . وكان توقعنا الأكبر هو أن بشار الأسد قد سلم إيران قيادة قواته العسكرية برمتها من أجل إنتصاره في سوريا .
بعد ثلاثة شهور كانت البوادر تلوح في الأفق . وقد إتضح السيناريو الذي إعتمدته إيران , والذي غالباً بموافقة ومباركة روسية و هو كالتالي .
1- تجنيد أكبر عدد من المتطوعين العلويين السوريين والشيعة اللبنانيين وتدريبهم في معسكرات في إيران .
2- الإستعانة بقوات لها خبرة قتالية من شيعة العراق بيما فيها ميليشيات مقتدى الصدر.
3- إشراك معظم قوات حزب حسن نصرالله .
4- نقل أعداد كبيرة من صواريخ فاتح 110 والذي يزن الواحد منها 3 طن ومداه 240 كلم إلى سوريا وتوجيهها إلى إسرائيل , لضرب إسرائيل وإشعال المنطقة في إي محاولة منها لغزو قوات حزب حسن نصرالله في جنوب لبنان مستغلة إنشغال معظم قواته في الحرب في
سوريه , ولعل ضربة إسرائيل لقوات الأسد كانت لهذا السبب , والدليل هو تعدد أماكن القصف .
5- مساندة قوات نوري المالكي ونشر جيشه على الحدود لمنع وصول أي مساعدة للجيش الحر , وتقديم دعم لوجستي لقوات بشار وحزب حسن نصر الله عند إشتباكها على الحدود الشرقية لسوريه .
باختصار إيران ترمي بكل ثقلها العسكري في
سوريه وتقود عدة جيشوش فيها من سوريا ولبنان و العراق . بينما روسيا تبارك ذالك وتحميه وتريد عدم توقف زخمه , حتى إنها بعد قصف اسرائيل لقوات بشار هددت ببيع بشار الأسد صواريخ إس س 300 أرض جو وهو من أرقي المضادات الجوية في العالم و يزيد مداه الصاروخ عن 150 كلم ولديه القدرة
على إصابة 12 هدفاً جوياً في نفس الوقت .
رئيس وزراء إسرائيل زار روسيا طالباً إيقاف صفقة صواريخ إس س 300 ويبدو أن إتفاقاً قد تم تتوقف إسرائيل عن شن هجمات على قوات بشار الأسد وربما على قوات حسن نصرالله في جنوب لبنان مقابل تأجيل تسليم الصفقة .
نقطة الإتزان
يبدو لي أن نقطة الإتزان التي يريدها الغرب وهي الوصول بالطرفين أي نظام بشار الأسد والمعارضة إلى نقطة تجبر الطرفين على تشكيل حكومة وفاق تبدو لي صعبة المنال في ظل وجود إيران والتي لن ترضى الا أن تكون
سوريه تدور في فلكها , لذا من المرجح أن نرى تطورات أكبر بكثير مما نشاهده اليوم .
.........
نيترون