بسم الله
لماذا وصلنا إلى هذا الحد من التباغض والتحاسد ؟
موظف مدني يسب ويتهكم على المعلم ومعلم يسب ويتهكم على الموظف المدني وموظف عسكري ينتقد مهندس في البلدية ومواطن يطعن في الطبيب وفي كفائته ومهندس ينتقد القاضي ويطعن في نزاهته وأنه مرتشي وغير منصف وموظف أخر يسب في نظام الخطوط السعودية ومستهلك يذم التاجر ويصفه بالجشع والطمع وتاجر يلعن وسخط مكتب العمل وقراراته الجديدة وآخر ينعت الاتصالات السعودية ببطئ الخدمة وزيادة أسعار الفواتير وعسكري متذمر من راتبه بعد التقاعد ويحسد زميله الآخر في قطاع التعليم والمعلم يطالب ببدل السكن أسوة بالطبيب والمهندس يطالب بكادر أسوة بالمعلمين والعسكري يرغب برفع راتبه الأساسي لكي لا يتفاجئ بقلة راتبه بعد التقاعد .........الخ .
لماذا اصبحنا نتباغض ونتحاسد ولا نرضى بما قسمه الله لنا ونندب حضنا وننتقد الآخرين ونقلل من عملهم وأدائهم على الدوام .
أولاً : هناك في كل مهنة الصالح والطالح ويجب أن نبتعد عن التعميم ، فمثلا قرأنا في الصحف على وجود قاضي مرتشي هنا أو هناك وطبيب شهادته مزورة هنا أوهناك ومهندس مختلس هنا أو هناك ومعلم مقصر هنا أو هناك .....الخ فهذا لا يعني أن الجميع على نفس الطريق بل هي حالات خاصة يجب التعامل معها بمفردها وهل لا تشكل ظاهرة .
ثانياً : أنت من أخترت وظيفتك ولم يجبرك أحد عليها ويجب أن تقبل ما فيها من مزايا وأعباء .
ثالثاً : من يطالب بحقوقه لا نحتقره ولا ننزعج منه ولا نتدخل فيما يخصه سواءً كان عسكري أو مدني أو موظف قطاع خاص .
رابعاً : عدم التقليل من مهنة الغير وتحقيرها وإبراز مزاياها المادية والمعنوية فقط وإخفاء عيوبها ومصاعبها وأعبائها فكل مهنة لها مالها وعليها ما عليها .
خامساً : لا نترك المجال للطابور الخامس ومن يريد بنا سوء في أن يبث الفرقة بيننا ويزرع الشحناء والبغضاء في نفوسنا ويحرض البعض على الآخر ويبث الغل بين الموظفين فيخرج الأنسان من بيته إلى عمله وهو مشحون على فئة معينة من الموظفين فينعكس ذلك على أدائه وعلى حياديته وعلى صدقه وأخلاصه وحسن تعامله مع الآخرين .
سادساً : من يطالب أن يطبق نظام معين على فئة معينة من الموظفين يجب أن يبدأ بنفسه .... فمثلاً البعض يطالب بنظام البصمة للمعلمين ( لا مانع بشرط أن يكون ذلك موس على كل الروؤس من الفراش إلى الوزير في جميع الدوائر المدنية والعسكرية والخاصة ) حتى لا ندخل في قوله تعالى (( وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ * الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ * وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ )) ، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم ((لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه))
وكذلك البعض يطالب بإجراء اختبارات للمعلمين ( لا مانع بشرط أن يكون ذلك موس على كل الروؤس من الفراش إلى الوزير في جميع الدوائر المدنية والعسكرية والخاصة )
سابعاً : المقارنات التي تتم بين الموظفين من قطاعات مختلفة غير صحيحة ، فالانسان الموضوعي الصادق يقارن بين الموظفين في نفس القطاع الواحد اعتماد على الانتاجية والابداع .
ثامناً وأخيراً : قل خيراً أو أصمت وتذكر هذا الحديث (وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم) ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتدرون من المُفلس ؟ قالوا المُفلس فينا من لادرهم له ، فقال صلى الله عليه وسلم إن المفلس من امتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيِت حسناته قبل أن يُقضى ماعليه ، أخذ من خطاياهم فطُرحت عليه ثم طرح في النار "