لايخفى عليكم أيها الأخوه والأخوات ان أبنائنا واخواننا واخواتنا سيدخلون ابتداءً من السبت القادم الى قاعاتهم الدراسيه وفصولهم لأداء الاختبارات
وان من اعظم الوسائل المعينة والنافعة ، لسعادة الأبناء في الدنيا والآخرة هو الدعاء
وقد قال عليه الصلاة والسلام ( ثَلاَثُ دَعَوَاتٍ لاَ تُرَدُّ ؛ دَعْوَةُ الْوَالِدِ لولده ، وَدَعْوَةُ الصَّائِمِ ، وَدَعْوَةُ الْمُسَافِرِ )
فدعاؤك لأبنائك ـ أخي المسلم ـ نوع من أنواع عبادتك لربك عزوجل ، والمستفيد الأول والأخير هو أنت ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : (( مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ ، وَلاَ قَطِيعَةُ رَحِمٍ ، إِلاَّ أَعْطَاهُ اللَّهُ بِهَا إِحْدَى ثَلاَثٍ : إِمَّا أَنْ يُعَجِّلَ لَهُ دَعْوَتَهُ ، وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الآخِرَةِ ، وَإِمَّا أَنْ يَكُفَّ عَنْهُ مِنَ السُّوءِ بِمِثْلِهَا )) قَالُوا : إِذًا نُكْثِرُ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ عليه الصلاة والسلام : (( اللَّهُ أَكْثَرُ )) .
وهذا الأمر ـ أيها الأخوة ـ وأعني الدعاء أمرٌ مطلوب من الآباء لأبنائهم ، ونتمناه في وقت الاختبارات وغيره من الأوقات ، هذا الأمر يغفل عنه كثير من الناس ، وهو من الأمور المهمة ، التي ينبغي أن يكون في منهج الآباء الحريصين على استقامة وصلاح وتوفيق أبنائهم .
ونحن نتحدث ونحث ونوصي بالدعاء للأبناء ، يجدر بنا أن نحذر من الدعاء عليهم ، ففي مسند الإمام أحمد عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : (( ثَلَاثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٌ لَا شَكَّ فِيهِنَّ : دَعْوَةُ الْوَالِدِ عَلَى وَلَدِهِ وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ وَدَعْوَةُ الْمُسَافِرِ )) وفي الحديث الذي رواه مسلم عن جابر يقول النبي عليه الصلاة والسلام : (( لا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ ؛ وَلاَ تَدعُوا عَلَى أوْلادِكُمْ ، وَلاَ تَدْعُوا عَلَى أموَالِكُمْ ، لا تُوافِقُوا مِنَ اللهِ سَاعَةً يُسألُ فِيهَا عَطَاءً فَيَسْتَجِيبَ لَكُمْ ))
فاحرصوا على الدعاء ـ وخاصة لأبنائكم في كل وقت وحين ، لا سيما في هذه الأيام ، أن ينجحهم وأن يصلحهم وأن يرزقكم برهم ، وأن يجمعكم بهم في أعلى منازل الجنة