في الثمانينات من القرن الماضي دار نقاش كبير بين المتشددين الأسلاميين وغيرهم حول عدم قدرة المتشددين على إدارة فقه الواقع ., وكان ردهم دائماً أنهم خير من يدرك الواقع ويفهمه , ولكنهم لا يمكلون السلطة لترجمة ذالك على الأرض .
وجاءت السلطة .
حكموا أفغانستان , وبدل أن يطوروها إنشغلوا بمعادات الأخرين بل والهجوم عليهم في ديارهم . فكانت النتيجة التي نراها اليوم في أفغانستان .
المحاكم الإسلامية تسيطر على معظم الصومال, وبدل أن تطور ما تحت سيطرتها راحت تهاجم ما خلف الخطوط الحمر , والنتيجة أن قضيء عليها .
الإسلاميون المتشددون يسيطرون على كل شمال مالي , وبدل أن يطوروها راحوا إلى ما بعد الخطوط الحمر وباتجاه عاصمة مالي , والنتيجة أن قضيء عليهم .
الثورة السورية وثوارها يحققون إنتصارات متلاحقة على نظام بشار وفجئة تخرج جماعة متشددة ( النصرة ) لتعلن مبايعتها لايمن الظواهري وللقاعدة . والنتيجة ما نراه اليوم من تراجع للثور في معظم الجبهات في سوريه .
فقه الواقع يعني ببساطه أن تعي ما يمبغي عليك فعله في كل حالة حسب ظروفها لما يحقق مكاسب أكثر أو يقلل من خسائر محتملة.