بل الحديث عن مصانع افراد و عائلات تجاريه كانت تعمل اساسا وكلاء لشركات اجنبيه سواء في السيارات او المكيفات او غيرها
عندما يستورد الوكيل السعودي بضاعة اجنبيه و لنقل مثيلا سيارات او مكيفات او دهانات فانه يدفع رسوما جمركيه عليها و يتعرض لمنافسة وكلاء آخرين يستوردون ماركات أخرى من نفس البضاعه من نفس بلد المنشأ او من بلدان أخرى
ولكن ماذا لو استطاع الوكيل الذكي اقناع الشركة الاجنبيه بانه سوف يتحايل على انظمة الدوله عندنا ، وسوف يأخذ ارضا صناعيه بايجار رمزي باسمه و يسلمها للشركه لتقيم عليها مصنعا شكليا يقتصر دوره على التجميع او التغليف او حتى تقسيم البضاعه من عبوة مائة كيلو الى عبوات اصغر تصلح للاستهلاك المنزلي و يمكن بيعها في السوبر ماركت مثل عبوة واحد كيلو او خمسة كيلو
زيادة على ذلك سوف تعفى كل واردات هذا الوكيل من تلك الشركه من الرسوم الجمركيه باعتبارها مدخلات انتاج للمصنع الوطني
حجة هذا المواطن المحترم ان المصنع وطني ، ولهذا يجب اعفاء مدخلات انتاجه من الرسوم الجمركيه ، و يجب اعطائه قرضا صناعيا من الدوله ، اذا الشركه الاجنبيه لن تدفع حتى قيمة انشاء مصنعها عندنا ، بل سوف يحتال المواطن المحترم على الدوله لاخذ قرض صناعي لمصنعه الوطني العظيم
وليت الجشع يقف عند هذا الحد ، بل ان هذا المحترم سوف يطالب بفرض رسوم حمايه جمركيه على واردات منافسيه الوكلاء الاخرين من الشركات الاجنبيه المنافسه بحجة حماية مصنعه الوطني و صناعته الوطنيه ، والضحيه هو المستهلك الذي اجبر على شراء منتجات شركة واحده يتحكم الوكيل المستورد في اسعارها بحجة انها صناعه و طنيه
ولو دققنا النظر في هذا المصنع الوطني العظيم ، الى اي مدى هو وطني ، لاكتشفنا ان كل عمالته اجانب و خدمته للاقتصاد السعودي صفر بل هو تحايل علني للحصول على اعانات الدوله للشركات الاجنبيه و مساعدتها على الاحتكار في السوق السعودي
اذا كان المصنع الوطني العظيم هو احتيال على الدوله ، و معداته اجنبيه و عمالته اجنبيه و نقله للتكنولوجيا صفر باعتباره منشأة تغليف او تجميع ، فهل يستحق افتتاحه حضور وزير التجاره و الصناعه ، و هل نفرح به ام نحزن على حالنا
اذا كان المصنع الوطني العظيم لا ينقل تكنولوجيا و لا يوظف شبابنا العاطل ولا يحقق قيمة مضافه لاقتصادنا الوطني ، فلماذا نفرح به ، بل لماذا نسمح به من الاساس !!