دعاة الجماهير...وثبات الفوزان وفقه الله تعالى وثبته.
قبل عامين لم يكن دخان جثة محمد بو عزيزي قد انقشع...كان الربيع في بدايته والجماهير منتشية بمفرداته...لا تسمح لأحد بانتقاده أو التحذير منه ولا رأي آخر إلا ما يوافق الهوى...ولأن هذا الربيع قام في دول إسلامية فقد كان الكثير يرقب ماذا سيقول علماء السعودية الثقات عنه وليس أهل القصص والزعامة...خرج صالح الفوزان وأقرانه من العلماء الثقات للتحذير من هذا الربيع للفتن التي ستحصل من بعده فجن جنون الحزبيين وجيشوا الجماهير...رموهم بعلماء السلاطين وبائعي الذمة...قالوا عنهم هذه سلفية تقليدية مقيتة...وانفض عنهم الجمهور وتحلق حول شيوخ الذين رسموا الأحلام الوردية وقالوا إن الحرية قبل الشريعة...حاولوا كسر مصداقية علمائنا وتصويرهم على أنهم خارج الزمان...وأسسوا رابطة للعلماء المسلمين تغازل مشاعر الجماهير وتسوقهم، حذر صالح الفوزان من هذه الفتن والاغترار بها وقام القرضاوي على المنبر ليقول ثوروا وفي رقبتي الدماء...صفق الناس للثاني وامتعضوا من الأول إلى أن بدأت تنكشف الأمور فثبت الحق واختفى علماء الجماهير...طبلوا لحرق بوعزيزي نفسه وقالوا إنها نار تحرق الطغاة وأقاموا عليها الندوات واستهزؤوا بمن قال إنه انتحار حكمه واضح، ثم صمتوا عن حرق الشاب التونسي (الخذري) نفسه قبل أيام...مدفوعاً بنفس الدوافع وفي نفس البلد...فاختفت تغريدات تقديس النار وسكتت منابر تشريع الانتحار، هل تغيرت النار أم الشخص أم الزمان؟...ندعو أن يعتذر كل داعية غرر بالجماهير وصور لها أن الربيع بطولة ونجاة وحاول نقله إلي بلد التوحيد...وتحية لعلمائنا الثقات فهم والله أهل الحق لا أهل الجماهير، ولا نزكيهم على الله خسروا في بداية الربيع كثيرا" من مريديهم فما غرهم هوى الشهرة ولا نجومية الإعلام...وقبلهم كان الإمامان ابن باز وابن عثيمين يحذران من منهج أشخاص في عز نجوميتهم فينتقدهم الناس ثم تمضي السنين فينكشف صحة تحذيرهم...لا يتقن علماؤنا الثقات كثيراً التعامل مع الإعلام القديم والجديد ولكنهم يصمدون بالحق أمام الفتن، إنهم أهل العروة الوثقى، لا أهل هوى...لا يطرب كلامهم الآذان ولكنه يوقر في القلوب...وفرق كبير بين دعاة الفلاشات والعلماء الثقات. يزيد بن محمد (جريدة الوطن).