إنما قيل لهم رافضة، لأنهم رفضوا أبا بكر وعمر ولم يَرْفُضهما أحد من أهل الأهواء غيرهم، والشيعة دونهم، وهم الذين يُفضِّلون عليًّا على عثمان، ويَتَوَلَّون أبا بكر وعمر. فأما الرافضة فلها غُلوّ شديد في عليّ، ذهب بعضُهم مَذهب النَّصارى في المسيح، وهم السَّبئية أصحاب عبد الله بن سبأ، عليهم لعنةُ اللهّ، وفيهم يقول السَّيد الحميري:
قَوْمٌ غَلوْا في علّيِ لا أبالهمُ ... وأُجْشَمُوا أنفُساً في حُبِّه تَعَبَا
قالوا هو اللهّ، جَلِّ الله خالقُنا ... من أن يكون ابن شيء أو يكون أَبا
وقد أَحْرقهم عليّ رضي الله عنه بالنَّار.
ومن الروافض: المُغيرة بن سعد مولى بَجِيلة. قال الأعمش: دخلتُ على المُغيرة بن سعد، فسألته عن فَضائل عليّ؛ فقال: إنك لا تَحْتملها؛ قلتُ: بلى. فَذَكر آدم صلواتُ الله عليه، فقال: عليٌّ خير منه، ثم ذكر مَن دونه من الأنبياء، فقال عليٌّ خير منهم، حتى انتهى إلى محمد صلى الله عليه وسلم، فقال: عليّ مثلُه، فقلت: كذبت، عليك لعنة الله؛ قال: قد أَعلمتُك أَنك لا تحتملها.