ذكر الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله انه عندما زار بعض اقاربه في المانيا ، شاهد امرأة عجوز تقطع الطريق و هي بالكاد تستطيع المشي بسبب تقدم عمرها ، وان قريبه ساله هل تعلم من تكون هذه المرأه ؟ انها المطربه المشهوره فلانه التي كانت اجمل و اشهر نجمه من نجوم الفن في المانيا و عندما تقدمت في العمر نسيها الجميع و تركها الجميع وليس لها زوج ولا اولاد يعتنون بها ، وهي تسكن في نفس الحي الشعبي الفقير الذي يسكن فيه المهاجرون الاجانب ، و تعيش على الضمان الاجتماعي
بمحض الصدفه كنت شخصيا شاهد عيان على قصة مماثله ، فقد رأيت قبل عدة سنوات احد اشهر مطربات العرب في القرن الماضي و من ذوات الشهره والصيت و الجمال و الصوت الجميل و هي تحتفل بعيد ميلادها على اريكة متهالكه في فندق من فنادق الدرجه الثالثه او الرابعه في بيروت في حي شعبي
احزنني جدا تقدمها في السن و عدم قدرتها على المشي الا بمساندة من اختها وخادمتها ، و احزنني اكثر انه لم يحضر عيد ميلادها سوى ثلاث نساء و رجل عربي واحد فهمت انه منتج فني و هو زوج اختها
الصدمة الكبرى كانت ان هذه المطربه تقيم في هذا الفندق بصفة مستمره بعد ان باعت بيتها و كل املاكها و ان شخصية غير فنيه تتكفل بمصاريف هذا الفندق المتواضع لعجز تلك المطربه عن الدفع و لا يزورها احد او يسال عنها احد سوى بمناسبة عيد ميلادها حيث تحضر اختها من الخارج لهذه المناسبه
كلنا سمعنا و قرأنا عن نجوم العرب في القرن الماضي ، و كيف انتهى الحال ببعض هؤلاء النجمات السينمائيات للعيش في غرفة متواضعه فوق السطوح في القاهره ، و كيف ان بعضهن كانت تستجدي ثمن الدواء في الصحف ولا احد يستجيب او يتذكر من معجبيها الكثر ايام الشباب
في الوقت الحاضر نشاهد بعض اجمل المطربات العربيات ما بين مطلقه و عازبه ، و قد لا يقبل المنطق مثلا ان امرأة مثل هيفا وهبي او نجوى كرم تكون مطلقه و تعجز عن الاحتفاظ بزواج ناجح و عائلة مستقره وهي التي منحها الله سبحانه و تعالى جمالا و جاذبيه وصفها احدهم بان هذه المرأه ربما تستطيع اغواء ابليس نفسه ، ومثلها كثيرات و من يتابع اخبار الفن يعلم ذلك
في نفس الوقت هناك ملايين النساء جمالهن عادي او حتى اقل من عادي ، اكرمهن الله بازواج طيبين ، و ابناء و بنات صالحين ، يعيشون حياة عائليه مستقره و يتمتعن برعاية ازواجهن و ابنائهن و بناتهن و حياة اسريه سعيده
هل انقلب جمال هؤلاء النسوة نقمة عليهن ، هل كان جمالهن سببا في ضياع مستقبلهن بدلا من ان يكون سببا في سعادتهن ، هل لا زالت بعض النساء تحسد الجميلات المشهورات على جمالهن و تغار منهن ام ان العبرة بالنهايات
اعتقد جازما ان الله سبحانه و تعالى لا يظلم احدا ، و لا يحرم احدا ، و من حرمه الله شيئا عوضه خيرا منه