فبين صرخات المسافرين المتعالية، وتراكمات الحقائب والعفش في الممرات، وتزايد طوابير المسافرين القادمين، وسوء التعامل، والأسعار العالية.. نتساءل: من المسؤول عن كل ذلك؟ ومن الذي أخَّر مطاراتنا إلى هذا الوضع المؤسف؟ ومن جعلها متخلفة بهذا الشكل المخجل؟ ومن عطَّل خدماتها مقارنة بمطارات العالم المتقدمة؟.. إننا أمام تأخر "واجهاتنا الحضارية" نتجه إلى هيئة الطيران المدني السعودية، وهي الجهة المشرفة والمسؤولة عن مطاراتنا، ونخاطب رئيسها سمو الأمير فهد بن عبد الله، حاملين تساؤلات المسافرين ومستخدمي مطاراتنا، ونقول له:
- ما الذي أخَّر يا سمو الأمير خططكم في تطوير قطاع الطيران السعودي كل هذا الوقت؟ وكيف يمكن إدراك ما يعانيه هذا القطاع من تحديات ومشاكل مزمنة؟
- متى تعمل "الهيئة" على تطوير وتوسعة المطارات السعودية بما يليق بهذا العدد الكبير من المسافرين سنوياً؟ ولماذا تأتي مبادراتكم للتطوير متأخرة كثيراً؟
- ما استعداداتكم التي تطمئنوننا بها مع قُرب دخول شركات طيران منافسة كـ"القطرية" و"طيران الخليج" للسوق السعودي، وتزايد التوقعات بارتفاع حدة المنافسة بين شركات الطيران؟
- ولماذا يا رئيس الهيئة كان همكم التطويري منصباً على 3 مطارات دولية فقط، وفي تغيير ديكور في مطار هنا، أو إضافة صبغة لجدار مطار هناك، أو تخصيص ركن في أحد المطارات لمطعم متهالك، أو فرع لمقهى متواضع، أو متجر عطورات صغير، أو محل هدايا يبيع بأسعار تصل إلى 500 %؟!
- وماذا أنجزتم من أعمال تفخرون بها منذ فصل الهيئة عن وزارة الدفاع؟
- ولماذا يا سمو الأمير مشاريعكم بطيئة ولا تُنفَّذ في وقتها المحدد، وتتأخر إلى أجل غير مسمى، كما في مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، ومطار المدينة المنورة.. إلخ؟
- لماذا أصبحت المطارات الداخلية تعاني بعد قرار فتحها للرحلات الدولية من الضيق؛ إذ أصبحت كعلب "السردين" للمسافرين؟
- لماذا لا توجد خدمات مساندة كالإنترنت على سبيل المثال، وغيرها، وهي من أبسط حقوق المسافرين من التقنيات التي توفرها مطارات متواضعة في دول آسيوية وإفريقية، لا تُقاس بمستوى السعودية وتقدمها الحضاري؟
- إلى أي مدى تتفق معنا "يا سمو الأمير" في أن المطارات بالسعودية تحتاج إلى تحديث واهتمام واسع وجاد، وخطط فاعلة، تقدمها بما يليق ببلادنا من المباني ذات العمران الجميل، وحسن الاستقبال، وسهولة إنهاء الإجراءات، وتقدير إنسانية المسافرين المغادرين والقادمين؟
- ومتى يا رئيس الهيئة تحل إشكاليات مطار الملك عبدالعزيز بجدة، الذي يعمل منذ 53 عاماً دون توسعة تُذكر.. ومطار الملك خالد الدولي بالرياض، الذي يعاني العديد من المشكلات الإدارية، وضَعْف مشاريع التطوير دون حل يلوح في الأفق، ومطار الملك فهد الدولي بالدمام الذي يعاني عبئاً كبيراً، وضعف الإدارة.. فمتى تتحرك الهيئة لتعديل أوضاعها؟
- ولماذا لا نسمع عن معاقبة موظفي المطارات المقصرين والمتسببين في سوء الخدمات، وتفشي الواسطات وغيرها؟
- ولماذا يا رئيس هيئة الطيران المدني تشهد مطاراتنا الدولية والداخلية معاناة مستمرة للركاب المرضى، والأطفال، والنساء، والمسنين، الذين يعلقون لساعات طويلة داخل الصالات؟
- ومتى تنتهي إشكالية تكدُّس مئات الركاب في صالات المطار، وتزاحمهم على كراسي الجلوس، وافتراش الأرض للنوم، والمخلَّفات..؟
- لماذا يتردى مستوى النظافة بشكل عام في المطارات؟ ومتى نرى دورات مياه وأماكن وضوء ومصليات نظيفة، بلا روائح كريهة؟
- ولماذا يتم تعيين موظفين لا خبرة لهم في "كونترات" المطارات للتعامل مع الجمهور؛ ما يسبب العديد من "الملاسنات" والمشادات؟
- وأين مكاتب هيئة الطيران المدني داخل صالات المطارات للتعاطي مع استفسارات المسافرين ومطالباتهم، والتعامل مع شكاواهم..؟
- ولماذا قامت أخيراً إدارات المطارات بتأجير الصالات لمؤسسات القطاع الخاص دون مراعاة لضيق المساحة المخصصة للركاب؟
كما نود يا سمو الأمير رئيس الهيئة العامة للطيران المدني - وأنت المسؤول الخبير - أن توضح لنا لماذا تذيلت مطارات السعودية ترتيب المطارات العالمية حسب التقارير الإعلامية الدولية؟ ومتى نرى مستويات عالية الأداء وخدمات راقية في جميع مطارات السعودية الدولية والداخلية، التي تعاني منذ سنوات ضَعْف خطوات التحديث، وعدم ظهورها بالمستوى المأمول؟ ومتى تعدنا بإنهاء شكاوى المسافرين من خدماتها المتأخرة؟.. ولماذا في كل صيف تعود مشكلة تقصير الموظفين، والبطء في الخدمة، وتعطل "السيستم"، وازدحام المسافرين، وتكدُّس الحقائب، وعدم احترام كبار السن، والنساء، والأطفال؟.. فالمطارات هي واجهاتنا التي تعطي انطباعات إيجابية أو سلبية عن بلادنا.. والتي لا نقبل استمرارها بهذا الشكل المؤسف.
فإن لم تكن الهيئة وكبار مسؤوليها وتنفيذييها قادرين على أخذ زمام المبادرات فإن الاعتذار عن المسؤولية سيكون مقدَّراً، وفي بؤرة الاحترام.. وأعتقد أنك تتفق معنا في ذلك.