لديّ اجتماعٌ مهمٌ في الرياض، لا بأس؛ بإمكاني الحجز على أحد الخطوط الوطنية السعودية التسعة المنتشرة في أنحاء الوطن، أو ربما من الأفضل أن أستقل قطار جدة ـــ الرياض الكهربائي السريع، فهو يقطع المسافة في أقل من ثلاث ساعات. قررت السفر بالطائرة.
وزّعت المضيفة السعودية على المسافرين "آيباد 100" ذي الأبعاد الثلاثة، حيث نتمكّن من قراءة أيٍّ من الصحف المحلية الأربعين أو العالمية. وَلَتْ أيام تصفُّح الجرائد بنسختها الورقية.
الخبر في زاوية صغيرة في الصفحة الأخيرة: استئناف محاكمة المتهمين في قضية سيول جدة للعام العشرين على التوالي.
جلس بجانبي صديقٌ عزيزٌ من أعضاء مجلس الشورى، هنّأته على انتخابه عضواً في الدورة الجديدة بعد فوزه الساحق في انتخابات المجلس الأخيرة. سألته عن مشاريع المجلس، فأجاب هامساً: سنناقش اليوم اقتراح بناء "كاوست 4 في الشمال" و"كاوست 5 في الجنوب". أفرحني الخبر، وخاصة بعد نجاح جامعة كاوست في ثول و"كاوست 2" في الرياض و"كاوست 3" في الدمام. لا بأس، المناطق الطرفية لها أيضاً نصيبٌ ولو أتى متأخراً. الحمد لله لدينا اليوم أكثر من 90 جامعة في جميع مناطق المملكة.
سألت جاري المسافر عن مناقشة مجلس الشورى لتقرير وزارة الموارد البشرية (تم دمج وزارتَيْ العمل والخدمة المدنية في وزارة واحدة)، فأجابني بقلق واضح: التقرير لا يبشر بالخير. سألته: لماذا؟ قال إن نسبة البطالة في المملكة قد ترتفع من 1 إلى 1.5 في المائة السنة المقبلة، لكنه طمأنني أن وزيرة الموارد البشرية ستعمل على ألا يزيد عدد الباحثين عن عمل على 30 ألف مواطن هذه السنة.
حطت الطائرة في مطار الرياض، سألت صديقي إذا كانت لديه سيارة، فأجاب أن ابنته ــــ عميدة جامعة البنات ــــ ستستقبله بسيارتها، وخاصة أنها جدّدت رخصة قيادتها الشهر الماضي.
أمام مطار الرياض طابورٌ طويلٌ من سيارات الأجرة النظيفة الحديثة. جميع السائقين سعوديون يرتدون بدلاً أنيقة وعلى وجوههم ابتسامة ترحيب.
موعدي الأول مع نائبة وزير الصحة في حي الوزارات. قلت لها: بصراحة أقلقني خبر اكتشاف الوزارة شهادة وهمية واحدة لطبيب وافد هذا العام. كنت آمل أن نحافظ على مستوى النزاهة للعام الماضي، حيث أوقفنا جميع الشهادات الوهمية لأول مرة منذ عشر سنوات.
طرق وشوارع الرياض نظيفة، الحمد لله أن المشاريع تكتمل في وقتها بتكلفة أقل وضمان صيانة من الشركات المنفذة لمدة خمس سنوات بعد تسليمها للأمانات.
مترو المطار ـــ حي السفارات ينساب سريعاً فوقنا، بينما مترو الروضة ـــ العريجاء مروراً بجامعة الملز ودار الأوبرا ينطلق في الاتجاه المعاكس.
ناقشت في وزارة الصحة نتائج شمول التأمين الصحي لجميع المواطنين العاملين في القطاع الحكومي الذي تم تطبيقه عام 2015 ونجاح الوزارة الباهر بتأمين سرير لكل مريض.
بعد انتهاء اجتماعي في وزارة الصحة، في طريقي الآن إلى عنيزة لتلبية دعوة من رئيسة مجلس إدارة الغرفة التجارية لحضور حفل تسليم آخر مدرسة نموذجية غير مستأجرة في المملكة.
تبقى لديّ ثلاث ساعات قبل رحلة العودة إلى جدة. سأذهب لمشاهدة فيلم جديد في سينما العُليا.
المواضيع المتشابهه 
الريــاض 2030 م 
العرض الشجري
