جماعة التبليغ العالمية المشهورة في العالم، هذه الجماعة الرائدة التي باشرت عملها الدعوي امتثالا لأمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، من منتصف عام 1344هـ بجماعة واحدة خرجت للدعوة كلهم بسطاء من عوام الناس غير شيخهم العالم الجليل والداعي الكبير محمد الياس بن إسماعيل الكاندهلوي رحمه الله ، وحتى يومنا هذا وتاريخ هذا البحث 20 جمادى الثانية، 1434هـ وهم اليوم مئات الألوف من الجماعات تخرج شهريا وأكثر من مليون جماعة تخرج للدعوة سنويا من جميع مراكزها المنتشرة على ربوع كرتنا الأرضية للدعوة والتبليغ والتربية والتعليم لأعضائها ولمن يخرجون عندهم.
• هذه الجماعة قد عرفها وتعرف على منهجها وبرنامجها الدعوي اليومي نصف تعداد المسلمين في العالم، فهم يجوبون القرى والمدن والبوادي والأقاليم في معظم أقطار الأرض، فلو كان تعداد المسلمين اليوم مليار و300 مليون نسمة، فقد عرفها وتعرف عليها أكثر من 650 مليون مسلم، ناهيك عن غير المسلمين.
• واليوم يكون قد مر على نشاطها القائم على الجهد الذاتي 90 عام فقط، ويبقى لها عقد واحد ليحتفل أهل التبليغ بمرور قرن كامل على بدأ هذا الخير والبركة.
• اليوم ثمار أهل التبليغ في باريس ولندن ونيويورك وروما وباقي عواصم الدول الغربية والأمريكتان، ناهيك عن عواصم الدول العربية والإسلامية وقرها ونجوعها حتى صحراء الربع الخالي وسيناء والصحراء الكبرى.
• فالحمد لله ثم الحمد لله الذي هيأ وسهل للعوام والخواص منهم القيام بهذه الدعوة التي هي أم الفرائض كما قال الشيخ الكبير سعيد أحمد خان رحمه الله دفين البقيع الطاهر، فإذا كانت الشهادتين والصلاة والصوم والزكاة والحج فريضة فالدعوة لتلك الفرائض تعتبر أم الفرائض عند الشيخ سعيد.
• وهذه الدعوة قد مر عليها 71 عام فقط من تاريخ وفاة مجددها وباعث نشاطها الشيخ العالم الجليل محمد الياس الكاندهلوي، م1363هـ الذي قال عنه احد المؤرخين وقد صدق في قوله (( الشيخ الذي لم يؤلف كتاب وألف أمة تدعو إلى الله ))، والحقيقة ما أسهل من يؤلف كتاب وما اشق من يؤلف أمة تقوم بالدعوة في حياته وتستمر بوتيرة مضاعفة بعد وفاته.
• وقد حصل بفضل الله ذلك فقد توفي الشيخ الياس ولم تخرج الدعوة عن شبة الجزيرة الهندية ( الهند – باكستان- بنجلاديش) وبعد وفاته وفي عهد الشيخ يوسف وإنعام الحسن رحمها الله بلغت ما بلغ الليل والنهار (....ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }المائدة54. قال صاحب التفسير الميسر ((وسوف يأتي الله بقوم خير منهم يُحِبُّهم ويحبونه, رحماء بالمؤمنين أشدَّاء على الكافرين, يجاهدون أعداء الله, ولا يخافون في ذات الله أحدًا. ذلك الإنعام مِن فضل الله يؤتيه من أراد, والله واسع الفضل, عليم بمن يستحقه من عباده)).
• ومن ثمار الدعوة والتبليغ، مئات وآلاف المدارس لتحفيظ القرآن الكريم ودراسة العلوم الملحقة بمراكز التبليغ في دول العالم، وأضعافها بطرق مباشرة من أهل التبليغ وغير مباشرة.
• عمل الدعوة والتبليغ يقوم على أساس البساطة والسهولة والتيسير.
• والتوحيد الخالص من البداية حتى النهاية، من إرشادات الخروج، وحتى إرشادات الراجعين من الخروج الدعوي وقبل وصولهم ديارهم.
• توحيد كامل غير منقوص من دعاء السفر وحتى قيام الليل بالاستغاثة بالحي القيوم الذي لا تأخذوه سنة أو نوم.
• ليس لديهم غير الله مغيث أو معين، لا يوجهون أحد لغير الله وحده.
• لا ولي قد دفن بالتراب ولا حي يسير على وجه الأرض يملك المال والجاه.
• لا يأس عندهم أو قنوط من كل مسلم، يأخذون بيده وبرفق للإيمان والأعمال الصالحة، والإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها قول لا اله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، الحديث، فما أكرم الله على عباده.
• الصوفية بكل طرقها وأشكالها الخفية والظاهرة ليس في منهج جماعة التبليغ والمعروض بين الناس ومن قال بغير ذلك فقد ظلم نفسه ووضع نفسه مكان السخرية والاستهزاء من الغير.
• ولكن لا يحفرون جهود الصلحاء والعلماء، ويرمون الغير بالبهتان وسؤ الظن.
• ولا يسمحون لأحد بترويج دعوة باطلة في صفوفهم ويستخدمون معه الحكمة والموعظة الحسنة كما هو دأبهم في كل موقف.
• حصنهم في المحافظة على جهدهم الدعوي في العالم، الإخلاص في القول والعمل والبعد عن الأغراض الدنيوية.
• ومن ضمانات ذلك لا يقدمون على عمل إلا بالشورى فيما بينهم، وإن اختلفوا في أمر ما فيطلبون المساعدة من كبار المشايخ في بلادهم وقدماء العمل في المركز الرئيسي.
• واحترام والتسليم بالفصل ولو كان مخالف لهوى النفس.
• ومن ذلك لديهم مبدأ ( سددوا وقاربوا).
• والبحث عن عيوب النفس قبل البحث عن عيوب الآخرين العاملين في الدعوة والسابقين لهم.
• لذا ترى الود يسود فيما بينهم رغم اختلاف البلدان وبعدها عن بعضهم البعض ولكن العمل واحد والمزاج موحد بحمد الله وصدق القائل: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً }مريم96
• 90 عام من بداية هذا الغيث العظيم ، والله خير حافظ .
وللمقال بقية بإذن الله
• إن هذا العمل قوامه وبنائه كما قال الشيخ الياس ( جوهرة القرن الأول الهجري) حقا انه جوهرة من جواهر السلف الصالح وعمل خير القرون، والله المستعان.