صفات خوارج العصر :
قد جمعت في الأصل أربعين صفة من صفات الخوارج وسأذكرها هنا مختصرة :
1) أن فيهم ورعاً كاذباً ، قال شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى (20/140) :
" وهذا الورع قد يوقع صاحبه في البدع الكبار فان ورع الخوارج والروافض والمعتزلة ونحوهم من هذا الجنس تورعوا عن الظلم وعن ما اعتقدوه ظلماً من مخالطة الظلمة في زعمهم حتى تركوا الواجبات الكبار من الجمعة والجماعة والحج والجهاد ونصيحة المسلمين والرحمة لهم وأهل هذا الورع ممن أنكر عليهم الأئمة كالأئمة الأربعة وصار حالهم يذكر في اعتقاد أهل السنة والجماعة " .
وفي مصنف ابن أبي شيبة (7/ 560) :
" عن أبي مجلز قال بينما عبد الله بن خباب في يد الخوارج إذ أتوا على نخل فتناول رجل منهم تمرة فاقبل عليه أصحابه فقالوا له أخذت تمرة من تمر أهل العهد وأتوا على رجل منهم بالسيف فأقبل عليه أصحابه فقالوا له قتلت خنزيرا من خنازير أهل العهد قال فقال عبد الله ألا أخبركم من هو أعظم عليكم حقاً من هذا قالوا من ، قال أنا ، ما تركت صلاة ولا تركت كذا ولا تركت كذا قال فقتلوه قال فلما جاءهم علي قال أقيدونا بعبد الله بن خباب قالوا كيف نقيدك به وكلنا شرك في دمه فاستحل قتالهم " .
وفيه :
عن حميد بن هلال قال حدثني رجل من عبد القيس قال كنت مع الخوارج فرأيت منهم شيئا كرهته ففارقتهم على أن لا أكثر عليهم فبينا أنا مع طائفة منهم إذ رأوا رجلا خرج كأنه قرع وبينهم وبينه نهر فقطعوا إليه النهر فقالوا كأنا رعناك قال أجل قالوا ومن أنت قال أنا عبد الله بن خباب بن الأرت قالوا عندك حديث تحدثنا عن أبيك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سمعته يقول أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول إن فتنة جائية القاعد فيها خير من القائم ، والقائم فيها خير من الماشي فإذا لقيتهم فإن استطعت أن تكون عبد الله المقتول فلا تكن عبد الله القاتل قال فقربوه إلى النهرة فضربوا عنقه فرأيت دمه يسيل على الماء كأنه شراك ماء اندفر بالماء حتى توارى عنه ثم دعوا بسرية له حبلى فبقروا عما في بطنها "
قال الحافظ اسنادها صحيح ( فتح12/367).
ومن ذلك تورعهم في هذا العصر عن الفتوى في بعض مسائل الصلاة والطهارة والطلاق ثم هم يفتون في مسائل تتعلق بمصير الأمة ويترتب عليها حدوث فتن وسفك للدماء .
2) أنهم خارجون على جماعة المسلمين ، قال شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى (28/496 ) :
" فهؤلاء أصل ضلالهم إعتقادهم فى أئمة الهدى وجماعة المسلمين أنهم خارجون عن العدل وأنهم ضالون" .
3) ومن صفاتهم الاعتداد بالنفس والتعالي على أهل العلم ، قال شيخ الإسلام في الاستقامة (1/13) :
"وأول من ضل في ذلك هم الخوارج المارقون حيث حكموا لنفوسهم بأنهم المتمسكون بكتاب الله وسنته."
4) ومنها خروجهم عن السنَّة وجعلهم ماليس بسيئة سيئة و ماليس بحسنة حسنة .
قال شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى (19/72) :
" ولهم خاصتان مشهورتان فارقوا بهما جماعة المسلمين وأئمتهم أحدهما خروجهم عن السنَّة وجعلهم ماليس بسيئة سيئة أو ماليس بحسنة حسنة "
5) يكفرون بالذنوب والسيئات ، ويترتب على تكفيرهم بالذنوب استحلال دماء المسلمين وأموالهم وأن دار الإسلام دار حرب ودارهم دار الإيمان ، ولا يلزم من ذلك أنهم يكفرون بكل المعاصي كما هو شائع .
قال شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى (19/72) :
"الفرق الثانى فى الخوارج وأهل البدع أنهم يكفرون بالذنوب والسيئات ويترتب على تكفيرهم بالذنوب استحلال دماء المسلمين وأموالهم وأن دار الإسلام دار حرب ودارهم هي دار الإيمان "
6) يتبعون المتشابه من القرآن والحديث ، قال شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى ( 17/414) :
" كذلك كان أحمد يفسر المتشابه من الآيات و الأحاديث التى يحتج بها الزائغون من الخوارج وغيرهم " .
7) من أسوأ صفاتهم السيف ، قال ابن القيم في أغاثة اللهفان (2/81) :
" وأخرجت الخوارج قتال الأئمة والخروج عليهم بالسيف في قالب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر " .
8) الخروج على الأئمة ، فلا يقرون لهم بالطاعة .
قال شيخ الإسلام في منهاج السنة (4/536):" وبهذا الوجه صارت الخوارج تستحل السيف على أهل القبلة حتى قاتلت عليا وغيره من المسلمين "
9) صرف النصوص إلى ما يعتقدونه .
قال شيخ الإسلام في منهاج السنة (4/536):" فإن اهل الديانة من هؤلاء يقصدون تحصيل ما يرونه دينا لكن قد يخطئون من وجهين أحدهما أن يكون ما رأوه دينا ليس بدين كرأي الخوارج وغيرهم من أهل الأهواء فإنهم يعتقدون رأيا هو خطأ وبدعة ويقاتلون الناس عليه بل يكفرون من خالفهم فيصيرون مخطئين في رأيهم وفي قتال من خالفهم أو تكفيرهم ولعنهم وهذه حال عامة أهل الأهواء "
10) ظهور الجهل فيهم ، ويظهر ذلك في كثير من مناظراتهم كما في مناظرة ابن عباس للخوارج الأولين التي تبين مدى الجهل الذي بلغوه وانتحالهم للقرآن وإعراضهم عن السنَّة ، وهاتان صفتان أخريان من صفاتهم .
11) عندهم خلل واضح في منهج الاستدلال فهم يحتجون بالعمومات والإطلاقات ، قال الشاطبي (الاعتصام 1/245) " من اتباع المتشابهات الأخذ بالمطلقات قبل النظر في مقيداتها ، وبالعمومات من غير تأمل هل لها مخصصات أم لا وكذلك العكس بأن يكون النص مقيداً فيطلق " .
12) يعترضون على الكتاب والسنة بالتأويل والقياس ، قال ابن القيم في الصواعق المرسلة (1/308) :
"ومن اعترض على الكتاب والسنة بنوع تأويل من قياس أو ذوق أو عقل أو حال ففيه شبه من الخوارج أتباع ذي الخويصرة "
13) عندهم تقلب وعدم استقرار في الآراء والأحكام ، وهذه الصفة عامة في أهل البدع قال حذيفة رضي الله عنه : "إن الضلالة كل الضلالة أن تعرف ما كنت تنكر وأن تنكر ما كنت تعرف وإياك والتلون في الدين فإن دين الله واحد"
وكما قال أبو طاهر السلفي :
ودع آراء أهل الزيغ رأسا ولا تغررك حذلقة الرذال
فليس يدوم للبدعي رأي ومن أين المقر لذي ارتحال
14) عندهم تسرع واستعجال في إصدار الأحكام ، والعجيب كما مر معنا أنهم يتحرجون من الإفتاء في مسائل الطهارة والصلاة ونحوهما بدعوى الخوف من القول على الله بلا علم ثم تراهم يتجرأون على الإفتاء في دماء الأمة وعلى مسائل يتحرج من الإفتاء فيها كبار العلماء ، ورحم الله شيخنا الإمام عبد العزيز بن باز كان عندما يسأل وقت الفتن يقول " حتى تجتمع اللجنة" .
15) عندهم قصر نظر وقلة صبر ، وأحداث سبتمبر وما جناه المسلمون من ورائها أكبر شاهد على ذلك وكذلك التفجيرات التي استحلوا فيها دماء المسلمين بحجة عدم التميز .
16) عندهم جور وعدم رحمة بالمؤمنين ، قال شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى (20/110) :
" مثال ذلك أن الوعيدية من الخوارج وغيرهم فيما يعظمونه من أمر المعاصي والمنهي عنها واتباع القرآن وتعظيمه أحسنوا لكن إنما أتوا من جهة عدم اتباعهم للسنَّة وإيمانهم بما دلت عليه من الرحمة للمؤمنين وان كان ذا كبيرة " .
17) هم أهل بدعة حتى في الفروع ، ففي سنن الدارمي في قصة ابن مسعود رضي الله عنه مع النفر الذين كانوا يعدون التسبيح بالحصى حيث أنكر عليهم وفيه قالوا " وَاللَّهِ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَا أَرَدْنَا إِلَّا الْخَيْرَ قَالَ وَكَمْ مِنْ مُرِيدٍ لِلْخَيْرِ لَنْ يُصِيبَهُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَنَا أَنَّ قَوْمًا يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ وَايْمُ اللَّهِ مَا أَدْرِي لَعَلَّ أَكْثَرَهُمْ مِنْكُمْ ثُمَّ تَوَلَّى عَنْهُمْ فَقَالَ عَمْرُو بْنُ سَلَمَةَ رَأَيْنَا عَامَّةَ أُولَئِكَ الْحِلَقِ يُطَاعِنُونَا يَوْمَ النَّهْرَوَانِ مَعَ الْخَوَارِجِ *
18) يقولون مالايفعلون ، ففي الدرر قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن (8/ 111) ( وهنا بلية ينبغي التنبيه عليها , قبل الشروع في المقصود , وهي أن كثيراً من أهل الأزمنة وقبلها , قد غرهم من أنفسهم أمران :
أحدهما : أنهم إن أحسنوا القول رأوه كافياً , ولو ضيعوا العمل وارتكبوا النقيض , وما عرفوا أقوال الصادق المصدوق صلى الله عليه وآله وسلم في الخوارج , " يقولون من قول خير البرية " " يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية".)
19) ومن صفاتهم أنهم يحسنون القول ، ففي الفتح ( وفي حديث أنس عن أبي سعيد عند أبي داود والطبراني " يحسنون القول ويسيئون الفعل " وهو معنى قوله " يقولون من خير قول البرية " قال الحافظ والمراد القول الحسن في الظاهر وباطنه على خلاف ذلك ).
قال بعض السلف " لو أن كل صاحب بدعة حدثك ببدعته من حين جلوسه إليك لنفرت منه ولكن يحدثك بالسنة ثم يدخل عليك البدعة " .
ومن صفاتهم :
20) تشددهم وغلوهم في العبادة والأحكام ففي العبادة قال النبي في وصفهم كما في الصحيحين :
" يَخْرُجُ فِيكُمْ قَوْمٌ تَحْقِرُونَ صَلَاتَكُمْ مَعَ صَلَاتِهِمْ وَصِيَامَكُمْ مَعَ صِيَامِهِمْ وَعَمَلَكُمْ مَعَ عَمَلِهِمْ " .
وأما في الأحكام فقد عرف عنهم أنهم كانوا يوجبون الصلاة على الحائض كما فعلت الحرورية منهم ، ففي الصحيحين :
عَنْ مُعَاذَةَ قَالَتْ سَأَلْتُ عَائِشَةَ فَقُلْتُ مَا بَالُ الْحَائِضِ تَقْضِي الصَّوْمَ وَلَا تَقْضِي الصَّلَاةَ فَقَالَتْ أَحَرُورِيَّةٌ أَنْتِ قُلْتُ لَسْتُ بِحَرُورِيَّةٍ وَلَكِنِّي أَسْأَلُ قَالَتْ كَانَ يُصِيبُنَا ذَلِكَ فَنُؤْمَرُ بِقَضَاءِ الصَّوْمِ وَلَا نُؤْمَرُ بِقَضَاءِ الصَّلَاةِ *
كما أنهم يصلون الفرائض تامة في السفر ، وبعضهم لم يثبت من الصلوات إلا صلاتين صلاة بالغداة وصلاة بالعشي ، ويشددون في باب النجاسات فيجعلون كل خارج من البدن نجساً ، قال ابن عبد البر في التمهيد " ودفعوا رجم المحصن الزاني ومنهم من دفع الظهر والعصر " .
21) سيماهم التحليق ، ففي صحيح البخاري :
سِيمَاهُمُ التَّحْلِيقُ أَوْ قَالَ التَّسْبِيدُ .
قال شيخ الإسلام " ولهذا لما جاء صبيغ بن عسل التميمي إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه وسأله من المتشابه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وضربه ضرباً عظيماً كشف رأسه فوجده ذا ضفيرتين فقال لو وجدتك محلوقاً لضربت الذي فيه عيناك لأنه لو وجده محلوقاً استدل بذلك على أنه من الخوارج المارقين وكان يقتله لأمر النبي بقتالهم " ( مجموع الفتاوى 1/258)
22) لا يزالون يخرجون قرناً بعد قرن كلما هلك قرن ظهر آخر ، حتى يكون آخر ظهورهم مع الدجال.
ففي سنن النسائي:
لَا يَزَالُونَ يَخْرُجُونَ حَتَّى يَخْرُجَ آخِرُهُمْ مَعَ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ هُمْ شَرُّ الْخَلْقِ وَالْخَلِيقَةِ * وهو في صحيح السنن .
وفي هذا رد على كثير من المتساهلين الذين ينكرون وجود الفرق ومنها الخوارج ، لكن ربما يكون الإشكال عن أصحاب هذا القول ما ذكره شيخ الإسلام ، قال في كتاب النبوات (1/139) :
" وكذلك الخوارج لما كانوا أهل سيف وقتال ظهرت مخالفتهم للجماعة حين كانوا يقاتلون الناس وأما اليوم فلا يعرفهم أكثر الناس".
23) يخرجون من المشرق ، ففي صحيح البخاري :
" يَخْرُجُ نَاسٌ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ وَيَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ " .
24) يخرجون على حين فرقة ، ففي الصحيحين :
" يَخْرُجُونَ عَلَى حِينِ فُرْقَةٍ مِنَ النَّاسِ " .
25) يعظمون آيات وأحاديث الوعيد ، فقد بوب الإمام البخاري في صحيحه : بَاب قَتْلِ الْخَوَارِجِ وَالْمُلْحِدِينَ بَعْدَ إِقَامَةِ الْحُجَّةِ عَلَيْهِمْ وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى ( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ ) وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَرَاهُمْ شِرَارَ خَلْقِ اللَّهِ وَقَالَ إِنَّهُمُ انْطَلَقُوا إِلَى آيَاتٍ نَزَلَتْ فِي الْكُفَّارِ فَجَعَلُوهَا عَلَى الْمُؤْمِنِينَ *
26) ليس فيهم علماء .
27) حدثاء الأسنان ، ففي الصحيحين من حديث علي رَضِي اللَّه عَنْه " يَأْتِي فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ حُدَثَاءُ الأَسْنَانِ سُفَهَاءُ الأَحْلامِ يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قوْلِ الْبَرِيَّةِ يَمْرُقُونَ مِنَ الإِسْلامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ لا يُجَاوِزُ إِيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ فَأَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ فَإِنَّ قَتْلَهُمْ أَجْرٌ لِمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ".
28) يكفر ويضلل بعضهم بعضاً ، وهذا هو المشهور عنهم فإنه قلَّما يجتمعون في مجلس للنقاش ويخرجون منه دون أن يكفر أو يضلل بعضهم بعضاً .
قال شيخ الإسلام ( المنهاج 5/251) " من عيوب أهل البدع تكفير بعضهم بعضا ومن ممادح أهل العلم أنهم يخطئون ولا يكفرون "
29) يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان ، ففي الصحيحين [42]:
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ مِنْ ضِئْضِئِ هَذَا قَوْمًا يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنَ الْإِسْلَامِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ يَقْتُلُونَ أَهْلَ الْإِسْلَامِ وَيَدَعُونَ أَهْلَ الْأَوْثَانِ لَئِنْ أَدْرَكْتُهُمْ لَأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ عَادٍ*
30) ليس لهم مؤلفات لانشغالهم بالقتال وأما خوارج العصر فمؤلفاتهم كثيرة .
31) هم كلاب النار ، ففي سنن الترمذي [43]:
عن أبي غالب قال رأى أبو أمامة رءوسا منصوبة على درج مسجد دمشق فقال أبو أمامة كلاب النار شر قتلى تحت أديم السماء خير قتلى من قتلوه ثم قرأ يوم تبيض وجوه وتسود وجوه إلى آخر الآية قلت لأبي أمامة أنت سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لو لم أسمعه إلا مرة أو مرتين أو ثلاثا أو أربعا حتى عد سبعا ما حدثتكموه ".
32) شر قتلى تحت أديم السماء .
33) خير الشهداء من قتلوه ، وهاتان الصفتان مذكورتان في حديث أبي أمامة السابق .
34) تكفل الله لمن قتلهم بالأجر العظيم ، ففي صحيح مسلم :
عن زَيْدُ بْنُ وَهْبٍ الْجُهَنِيُّ أَنَّهُ كَانَ فِي الْجَيْشِ الَّذِينَ كَانُوا مَعَ عَلِيٍّ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ الَّذِينَ سَارُوا إِلَى الْخَوَارِجِ فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ يَخْرُجُ قَوْمٌ مِنْ أُمَّتِي يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَيْسَ قِرَاءَتُكُمْ إِلَى قِرَاءَتِهِمْ بِشَيْءٍ وَلَا صَلَاتُكُمْ إِلَى صَلَاتِهِمْ بِشَيْءٍ وَلَا صِيَامُكُمْ إِلَى صِيَامِهِمْ بِشَيْءٍ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ يَحْسِبُونَ أَنَّهُ لَهُمْ وَهُوَ عَلَيْهِمْ لَا تُجَاوِزُ صَلَاتُهُمْ تَرَاقِيَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنَ الْإِسْلَامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ لَوْ يَعْلَمُ الْجَيْشُ الَّذِينَ يُصِيبُونَهُمْ مَا قُضِيَ لَهُمْ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَاتَّكَلُوا عَنِ الْعَمَلِ "
35) وصفهم بعض السلف بالفسق ، قال شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى (16/588)
"قوله (و ما يضل به إلا الفاسقين ) أي كل من ضل به فهو فاسق فهو ذم لمن يضل به فإنه فاسق ليس أنه كان فاسقا قبل ذلك و لهذا تأولها سعد بن أبى و قاص في الخوارج و سماهم فاسقين لأنهم ضلوا بالقرآن فمن ضل بالقرآن فهو فاسق " .
وفي الفتح قال الحافظ :
" وذهب أكثر أهل الأصول من أهل السنة إلى أن الخوارج فساق وأن حكم الإسلام يجري عليهم لتلفظهم بالشهادتين ومواظبتهم على أركان الإسلام وإنما فسقوا بتكفير المسلمين مستندين إلى تأويل فاسد وجرهم ذلك إلى استباحة دماء مخالفيهم وأموالهم والشهادة عليهم بالكفر والشرك "
36) هم شر الخلق ، ففي سنن النسائي [44] بسند صحيح كما قال الحافظ:
" لَا يَزَالُونَ يَخْرُجُونَ حَتَّى يَخْرُجَ آخِرُهُمْ مَعَ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ هُمْ شَرُّ الْخَلْقِ وَالْخَلِيقَةِ " .
37) يعملون بالتقية كما عند النجدات .
38) يوجبون الكفر والخلود في النار على أصحاب الذنوب عدا أصحابهم كما تفعل النجدات .
39) هم من الأخسرين أعمالاً ، قال ابن كثير :
" وما أحسن ما قال بعض السلف في الخوارج إنهم المذكورون في قوله تعالى (قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا) "
40) يسيئون الأعمال ، وهذا باب واسع ، يشمل ما سبق ذكره وزيادة .
هذا ما تحصل من صفاتهم لا كثرهم الله .
قال أبو العالية رحمه الله " قرأت المحكم بعد وفاة نبيكم صلى الله عليه و سلم بعشر سنين ، فقد أنعم الله علي بنعمتين لا أدري أيهما أفضل: أن هداني للإسلام ولم يجعلني حرورياً " .
والحرورية فرقة من الخوارج كما سبق .
وفي مصنف ابن أبي شيبة :
عن أبان قال خرجت خارجة من البصرة فقُتلوا فأتيت أنساً فقال ما للناس فزعوا قلت خارجة خرجت ، قال : يقولون ماذا ، قال قلت: يقولون مهاجرين ، قال : إلى الشيطان هاجروا أو ليس قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا هجرة بعد الفتح ، أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أبي غالب قال لما أتي برءوس الآزارقة فنصبت على درج دمشق جاء أبو أمامة رضي الله عنه فلما رآهم دمعت عيناه ثم قال كلاب النار كلاب النار هؤلاء لشر قتلى قتلوا تحت أديم السماء وخير قتلى تحت أديم السماء الذين قتلهم هؤلاء قلت فما شأنك دمعت عيناك قال رحمة لهم إنهم كانوا من أهل الإسلام قال قلت أبرأيك قلت كلاب النار أو شيء سمعته قال إني إذاً لجريء بل سمعته من رسول الله صلى الله عليه مرة ولا اثنتين ولا ثلاثاً فعدد مراراً ثم تلا ( يوم تبيض وجوه وتسود وجوه) ، حتى بلغ ، (هم فيها خالدون )، وتلا : (هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات) حتى بلغ (أولوا الألباب) ، ثم أخذ بيدي فقال أما إنهم بأرضك كثير فأعاذك الله تعالى " . ورواه أحمد والترمذي وقال حسن وحسنه الألباني في المشكاة (3554 ) .
__________________
قال صلى الله عليه وسلم : سيأتي على الناس سنوات خداعات ، يصدق فيها الكاذب ، و يكذب فيها الصادق ، و يؤتمن فيها الخائن ، و يخون الأمين ، و ينطق فيها الرويبضة . قيل : و ما الرويبضة ؟ قال : الرجل التافه يتكلم في أمر العامة