تعلمون أن دعوة الإسلام اليوم قد بلغت مشارق الأرض و مغاربه و ليس من العسير اليوم على أي مخلوق كان و من أي ملة أن يتعرف على هذا الدين
فالمسلمين اليوم يعيشون في أغلب دول العالم و فوق ذلك فالمؤلفات و الكتب التي تتحدث عن الإسلام موجودة و متاحة لكل طالب
بل أن من رحمة الله بالناس أن أصبح الإسلام اليوم حديث كل البشر
و كلما ازدادت شراسة أعداء الإسلام أزداد الإسلام ظهورا و معرفة
فالجميع اليوم يتحدث عن الإسلام بين داعية و حاقد و كل هذا الأمر لا يصب في مصلحة الكفار و المنافقين فببلوغ كلمة الحق إلى كل من على ظهر الأرض و مقابلتهم لها بالجحود و الكفر , يعني أنهم قد استجلبوا على أنفسهم الويل و الثبور
يعتقد الكثير من الناس أننا اليوم نعيش اللحظات قبل الأخيرة من نهاية عمر هذه الأمة و إقرارهم هذا يأتي في سياق حديثهم عن أننا على أبواب الزمن الذي سيخرج فيه المهدي الذي سيسبق عيسى عليه السلام
و بالتالي فهم ينتظرون نزول عيسى عليه السلام بعد عقد أو عقدين على الأكثر
و لا عصمة لنا إلا بكتاب الله و سنة رسوله
أيها الأخوة :
يقول رسولكم محمد صلى الله عليه و سلم
سلسة الأحاديث الصحيحة المجلد السابع 1
: ( 3156 ) ( الصحيحة )
إذا ظهر السوء في الأرض أنزل الله بأهل الأرض بأسه. قالت [ عائشة ]: وفيهم أهل طاعة الله عز وجل ؟ ! قال: نعم ، ثم يصيرون إلى رحمة الله تعالى
صحيح الترغيب والترهيب المجلد الثاني 21 كتاب الحدود وغيرها 1
2312 ( صحيح لغيره )
وعن عائشة رضي الله عنها قالت قلت يا رسول الله إن الله أنزل سطوته بأهل الأرض وفيهم الصالحون فيهلكون بهلاكهم فقال يا عائشة إن الله عز وجل إذا أنزل سطوته بأهل نقمته وفيهم الصالحون فيصيرون معهم ثم يبعثون على نياتهم
رواه ابن حبان في صحيحه
***
لاحظوا الوعيد الذي ينذر ينذرنا به رسولنا محمد صلى الله عليه و سلم
إذا ظهر السوء ! !! فهل ظهر السوء ؟؟؟
و هل بقي هناك سوء لم يرتكبه أهل الأرض ؟؟
فما هو بأس الله الذي يحذرنا منه رسول الله صلى الله عليه و سلم و الذي جاء بشكل عام و مفتوح لكل أهل الأرض عربهم و عجمهم
بسم الله الرحمن الرحيم
وَ لَقَدْ أَرْسَلنَآ إِلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُم ْبِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ (42) فَلَوْلا إِذْ جَاءهُم ْبَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ وَ لَـكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (43) فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ (44) فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِين َظَلَمُواْ وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (45) الأنعام
بسم الله الرحمن الرحيم
أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُم ْبَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَآئِمُونَ (97) أَوَ أَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ (98) أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللَّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ (99) أَو َلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الأَرْضَ مِن بَعْدِ أَهْلِهَا أَن لَّوْ نَشَاء أَصَبْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَ نَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ (100) الأعراف
هذا بأس الله و هذا وعيده لمن كفر و ظلم
نعم أيها الأخوة العذاب آت لا محالة و مخطأ كل من يعتقد أن نهاية ما نراه اليوم من أحداث دامية هي قمة الهرم و أن هذه الأحداث ستنتهي بين ليلة و ضحاها بظهورالمهدي ليحسم المعركة لصالحنا
__________________
قال صلى الله عليه وسلم : سيأتي على الناس سنوات خداعات ، يصدق فيها الكاذب ، و يكذب فيها الصادق ، و يؤتمن فيها الخائن ، و يخون الأمين ، و ينطق فيها الرويبضة . قيل : و ما الرويبضة ؟ قال : الرجل التافه يتكلم في أمر العامة