لكن قبل أن أنتقل في الحديث إلى تفاصيل ما تقدم ، أود أن أعلق على أمراً هام جدا يغفل عنه الكثير ،
و هو من الأهمية بحيث يرتبط به مصير أبناء هذا الجيل.
أخوتي الأفاضل : أحبتي في الله
من حقكم على أن أحذركم من أمور عظام قادمة ستذوب فيها قلوب الرجال كما يذوب الملح في الماء .
أخوتي قد لا يتيسر لي و لكم الحديث عن هذا الأمر مرة أخرى ، فانتبهوا يا عرب خصوصا .
أخوتي : نعيش اليوم دجلاً إعلاميا عظيم فاحذروا من كل شيء ، لا تسوقنكم الدعوات التي تخرج
من هنا و هناك إلى مصير مجهول، و فتنة يكون فيها الحليم كمن ولد بالأمس .
ما أنبأنا به رسولنا محمد صلى الله عليه و سلم واقع لا محالة ، و لكن خطابي هذا لكل مؤمن يصدق
بما جاء به المصطفى من عند ربه :
صحيح البخاري - ج: 3 ص: 1317
((3403 حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال حدثني عروة بن الزبير أن زينب بنت أبي سلمة
حدثته أن أم حبيبة بنت أبي سفيان حدثتها عن زينب بنت جحش ثم أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل
عليها فزعا يقول :لا إله إلا الله ، ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل
هذا ، وحلق بإصبعه وبالتي تليها ، فقالت زينب: فقلت يا رسول الله ،أنهلك وفينا الصالحون؟ قال :
نعم إذا كثر الخبث))
إنه إنذار للمسلمين بعامة ، و للعرب بخاصة ، من فتنة عمياء صماء ستدور رحاها بين يدي الساعة،
أكثر من سيهلك بها ،، العرب .
رسولنا محمد صلى الله عليه و سلم يستفيق فزعا محمر الوجه ، كما ورد في نص أخر ، من هول
ما رأى من هذه الفتنة ، و نحن لاهين نكاد أن نسقط فيها ، بل أننا نوقد تحتها بألسنتنا من دون
أن نشعر .
صحيح ابن حبان - ج: 15 ص: 98
(( عن أبي هريرة ، ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول : ثم ويل للعرب من شر قد اقترب ،
من فتنة عمياء صماء بكماء ،القاعد فيها خير من القائم ، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي
فيها خير من الساعي ، ويل للساعي فيها من الله يوم القيامة))
ويل للساعي فيها من الله ، فلا تكن أخي في الله أحد الساعين بهذه الفتنة، و قد أستشرفت و طل زمانها
و كن فيها كما أمرك رسولك محمد صلى الله عليه و سلم ، كف يدك تنل الفلاح ، و لا تغمسها فتحرقك
نارها .
مشكاة المصابيح المجلد الثالث كتاب الفتن- الفصل الأول
5404 [ 26 ] ( صحيح )
((وعن أبي هريرة ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "" ويل للعرب من شر قد اقترب ، أفلح من كف يده "" . رواه أبو داود . ))
أخوتي في الله عليكم بأنفسكم و أهليكم و من تعولون ، و ابذلوا النصح ، فأن أبت الناس إلا أتباع
الهوى ، فعليك بخاصة نفسك، أدخل بيتك و أنتظر منيتك ، فالمهدى لن يخرج حتى يأذن الله .
فإن قيض الله لك الجهاد ففر بنفسك و أهلك إلى أرض الجهاد ، و لا تبقى بأرض يتقاتل المسلمون
فيها على الدنيا و زهرتها ، فإنها لن تغنيك من الله شيء.
صحيح الجامع الصغير- المجلد الأول
94 ( صحيح )
(( أتزعمون أني من آخركم وفاة ؟ ألا و إني من أولكم وفاة و تتبعوني أفنادا يقتل بعضكم بعضا))
الأمر يطول لو أردت أيراد النصوص التي تحذر المسلمين من الولوج في هذه الفتنة، لكن أكتفي
بما تقدم مُشهدا الله أني قد بلغتكم و نصحتكم.
اللهم أشهد, اللهم أشهد
__________________
قال صلى الله عليه وسلم : سيأتي على الناس سنوات خداعات ، يصدق فيها الكاذب ، و يكذب فيها الصادق ، و يؤتمن فيها الخائن ، و يخون الأمين ، و ينطق فيها الرويبضة . قيل : و ما الرويبضة ؟ قال : الرجل التافه يتكلم في أمر العامة