صاحب نظرية شيطنة الاسلام و له موقع خاص لذلك على الشبكة مقرب جدا من دوائر الحكومات الامريكية معادي للجنس العربي.
هو من أقرب المقربين الى بنيامين نتن، رئيس الوزراء الإسرائيلي. هذا حقه، فهو أميركي!
هو من أعتى مؤيدي التفوق الصهيوني.هذا شأنه. فكل شخص حرية الإختيار!
هو رئيس "فورم الشرق الأوسط" في الولايات المتحدة الأميركية. هذه مهنته، ومورد رزقه!
مع انطلاقة الثورة السورية أوصى دانيال بايبس الغرب عموما وإسرائيل خصوصا بالنأي بالنفس.
بنيامين نتن سارع الى تبني توصيته، بالحرف. لا مشكلة، نجيب ميقاتي في لبنان، فعل الأمر نفسه!
لكنه، في 12 نيسان الحالي، غيّر دانيال بايبس التوصية. انتقل من المناداة بالنأي بالنفس الى التدخل بالشأن السوري.
تدخل لا يهدف الى حسم الصراع الدموي القائم، بل الى تغذيته لتوفير ديمومته!
إضبطوا أعصابكم. دانيال بايبس رفع التوصية الآتية:
إن القوى التي تتصارع في سوريا هي قوى شريرة، وعلى الغرب ألا يسمح بانتصار فريق على آخر، بل عليه أن يدعم كل فريق يضعف ليتمكن من الصمود في وجه الفريق الذي يقوى.
مسارعة بايبس الى إصدار هذه التوصية التي كتبها ونشرها على الملأ، تعود الى تأكده من أكثر من مصدر أن نظام بشار الأسد يتآكل، ومن شأنه أن يسقط، إن لم يتم تقديم يد العون إليه.
ولا يرى بايبس جديدا في ذلك. يستحضر أمثلة من التاريخ الإنساني الدامي. من الحرب العالمية الأولى يتذكر كيف دعم الرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت الدكتاتور السوفياتي جوزف ستالين، عندما قوي ادولف هتلر عليه. ومن الشرق الأوسط ، يتذكر الحرب الإيرانية – العراقية التي دامت 8 سنوات، إذ إن الولايات المتحدة الأميركية دعمت إيران عندما ضعفت، ومن ثم عندما قويت دعمت صدام حسين، ومن ثم عندما ضعف صدام حسين دعمت إيران.
ويطلب إعتبار الثوار في سوريا، بسبب أنهم " إسلاميون"، كما لو كانوا هم إيران، في حين يفترض اعتبار بشار الأسد ، كما لو كان صدام حسين.
ووفق توصية بايبس التي من الواضح أنها تسوّق لنظرية تبناها نتن، يتلهى " الأشرار" بعضهم بالبعض الآخر،
ويبتعد شرهم عن... العالم المتحضر!!!
ويعتبر أن من شأن ذلك أن يستنفد قدرات الدول الراعية لكل من الثوار والنظام، الأمر الذي من شأنه بالنتيجة أن يسقط النظام والإسلاميين معا، ويؤسس لسورية من نوع آخر!
تدركون طبعا، ماذا يعني ذلك؟
إنه يعني رعاية حرب سورية طويلة المدى، حيث يسقط أكثر من مليون قتيل، ويتم تهجير أكثر من 10 ملايين سوري، ويتعوّق أكثر من 3 ملايين سوري.
إنه يعني نقل الأزمة السورية، بكل تداعياتها الطائفية والطبقية الى دول الجوار ولا سيما الى لبنان والأردن ، مما يتسبب بتفجير هذا البلد أو ذاك.