الذي أفهمه يا سادة يا كرام أن الوضع المنطقي والعقلاني لهذا النظام دون أن أكلف نفسي عناء معرفة واقع تطبيقه في الدول الأخرى هو أن يكون هدفه وأساسه هو الردع بطريقة واضحة بينه وألا يفهم الناس المستهدفون إلا ذلك بحيث ترى كاميرات الرصد باستمرار من جميع السائقين وفي مقدمتهم المتهورين هكذا يتحقق الردع وهكذا يتضح صفاء النية في كون النظام هدفه الأساس هو حماية أرواح الناس لا شفط مافي جيوبهم أما تبقى في جيوبهم !!
لكن أن يكون الوضع على أرض الواقع على ما هو عليه وأشبه بمعركة حربية تتخفى فيها المعدات القتالية بطريقة ذكية لا تلفت انتباه العدو حتى يمكن إيقاعه في محيط مرمى نيران هذه الأسلحة ومن ثم تحفيز هذا العدو على التقدم داخل دائرة الاستهداف بسرعة وشراهة ومن ثم اصطياده والانقضاض عليه !!
وهو الواقع الفعلي لتطبيق هذا النظام حيث توجد كاميرات واضحة بينه دائمة حفظ الناس أماكنها وكاميرات أخرى متنقلة يتم اختيار الأماكن المناسبة لها بخبث ومكر ودهاء أماكن لا يمكن أن يخطر على بال السائق وجود كاميرا فيها بسهولة ومن ثم لا ينتبه أنه قد دخل الفخ وتم اصطياده إلا في حال انتبه لوميض الفلاش وهيهات هيهات حينها أن ينفع الندم أو عندما تأتيه الرسالة على جواله بالمخالفة :hawamer1512
الكاميرات الأولى المثبته هدفها هو خداع الناس وبرمجة عقولهم الباطنة دون أن يشعروا أن هذه اتلأماكن هي ما ينبغي على الإنسان أن يهدئ السرعة عندها وما سواها فزد في سرعتك وعلى الله ثم على اجتهادك ودقة ملاحظتك ثم يجب ألا ننسى أن زيادة السرعة لا تعني في كل الأحوال التهور والامبالاه كلا !!
ففي أحيان كثيرة وخصوصا في الطرق السريعة التي بين المدن القريبة كما بين مكة وجدة ونحوها قد يضغط السائق على دواسة البنزين ويزيد سرعته 20 كيلو فوق السرعة الأولى المحددة ولتكن مثلا 120 كيلو دون أن يشعر ولاسيما أنه مستغرق في التفكير والتأمل والطريق ممتد أمامه بل ربما أنه لم يسرع إلا في تلك البقعة المحددة التي اندست فيها الكاميرا بطريقة ماكرة خبيثة فكل هذه المعطيات السابقة لم تغب عن المخططين لتوزيع كاميرات هذا النظام والذي ثبت فعليا على ارض الواقع أن له هدفين ظاهر وباطن أما الباطن فلصوصي وبجدارة وهو شفط كمية لا ستهان بها من المال من جيوب الناس وهدف ظاهر معلن لتبرير هذه السرقة وتسويقها على الرأي العام وهو جانب الردع والحد من نزيف الدماء على الطرقات فضلا عن الخسائر المادية وهذا الهدف المعلن هو نقطة النضعف التي اتكأ عليها حالبوا المال بقرة نظام ساهر لتمرير النظام على الرأي وإقناعهم بقبوله ولسان حالهم يقول إن لم تقبلوا بتطبيق النظام بوضعه الحالي فلتتحملوا المزيد من الخسائر البشرية والمادية وذنبكم على جنبكم !!
ثم لو سلمت جدلا بصحة ومنطقية تطبيق النظام بوضعه الحالي فماذا سينفعني ساهر مثلا لو كنت مسرعا سرعة جنونية ثم رصدني وبعد أن تجاوزته في تلك الأثناء حصل لي حادث قاتل ؟!
لو كان النظام ومن يقف خلفه صادقون لوضعوا النظام بحيث لا يمكن أن أسرع أصلا لظهور ووضوح الكاميرات الرادعة أمامي باستمرار بحيث تشمل الطريق كله حينها سيتحقق الردع وسأخفض سرعتي رغما عن أنفي وسيتضح وقتها لكل منصف أن النظام هدفه فعلا هو حماية الناس ولا شيء آخر غير ذلك ! :hawamer1712
لكن أن يطبق النظام بمثل هذه الطريقة الماكرة المشاهدة وعلى خلاف ما يطبق كما أحسب في الدول المتقدمة التي تحترم شعوبها وتخاف جدا من استفزازهم أو استغلال ماسيهم لشفط ما في جيوبهم فإنني أبصم بالعشرة أن النظام كما عرّفته في بداية المقال أنه عبارة عن شفط كمية كبيرة من المال عبر استغلال مآسي الناس بذكاء ومنطقية مبررة !!
إنني أجزم أن كل المتهورين وليس معظمهم الذي يزعم حالبوا المال من بقرة هذا النظام أنه وضع لحمايتهم وحماية سائر الناس منهم لو رأوا كل هذه الكاميرات التي تفنن في إخفائها حالبوا المال الوفير المتدفق المستمر منها ظاهرة أمامهم وموزعة على مسافات متساوية وعلى طول الطريق بحيث تمنعهم من زيادة السرعة لتحقق الهدف الأسمى المدعى والمزعوم من هذا النظام بدون حاجة لشفط أموال الناس !
لكن طالما أن هذا الأمر ليس هو الهدف الأسمى والرئيس من تطبيق النظام بمثل هذه الطريقة اللصوصية فلقد كان عليهم لزاما أن يلجأؤوا لمثل هذه الأساليب الشيطانية الماكرة في تطبيق النظام حتى تتحق عملية الحلب للأموال !!
ومن جهة أخرى فحتى لو سلمنا جدلا بأن تطبيقهم وعملهم صحيح فتحديد الغرامات بهذا الفحش ومضاعفتها إن لم تسدد خلال شهر فلا يدل إلا على ما بينا سابقا !!!
إذْ لو كانوا صادقين لجعلوا الغرامات متدرجة لتحقيق الردع فعلا من باب :" لا يموت الذيب ولا تفنى الغنم"
أفلا يحق لي يا سادة يا كرام أن أتسائل بعد كل ما أوضحته سابقا :
أحدنا يمر بأحد فخاخ ساهر المنصوبة بدقة ومكر ودهاء ثم لا يصحو إلا على وميض الفلاش ( وليس بالضرورة أن يكون متهورا كما أوضحته في ثنايا المقال) ثم يقوم بسداد المخالفة عبر الصراف أو عبر المباشر رغما عن أنفه وهنا تنتهي صلته بالـ 300 أو الـ 500 ريال التي دفعها رغما عن أنفه !!
ولا يدري أين تذهب ؟! ولا في أي حساب تدخل ؟! ولا كيف ستقسم ؟! ولا من سيقتسمها ؟! ولا أين سيستقر بها النوى ؟!
وقس على ثلاثمائته أو خمسمائته نحوا من ثلاثة ملايين يتم حلبها يوميا عبر أبقار هذا النظام !!!
فكل ذلك من الأسرار المحاطة بخطوط حمراء لا يجوز الاقتراب منها !!
وبعد أن يدخل المال المتدفق يوميا وبغزارة ويتجاوز تلك الخطوط الحمراء المحرم علينا نحن الأصحاب الأصليين للمال والذين لم نستشر ولم يؤخذ رأينا في مناسبة مبلغ المخالفة أو فحشه وزيادته أفلا يحق لي أن أتسائل دون أن أخاف أن يقطع لساني :