تكمن خطورة المؤامرة الصفوية على البحرين هذه المرة تكمن في توقيتها: إذ تأتي في ظل ثورات عربية شعبية نجحت في تونس ثم في مصر، وأخرى ملتهبة فى ليبيا واليمن بخاصة ولذلك يسعى النظام الصفوي فى طهران ألي التخفي وراء عجيج الثورات الحقيقيه ليختطف البحرين التي يطمع فيها منذ قرون! وهو بادر إلى الترحيب الكاذب بثورتي مصر وتونس، مع أن قمعه لمعارضيه أشد وأقسى مرات ومرات من نظام مبارك ونظام ابن علي على سوئهما! وقد تورط في تسويق هذا الوهم ساسة ومفكرون وإعلاميون بعضهم عن سذاجة بالغة، وآخرون نتيجة انخراطهم في مشروع المجوسية الجديدة طمعا بمكاسب شخصية أو اقتناعا منهم بخرافات الرفض القديمة والمستجدة. وإلا فكيف يصدق عاقل أن أناسا لديهم أغلبية معترف بها في البرلمان يتظاهرون في الشوارع ويحتلون الميادين مدججين بالسيوف والخناجر والمسدسات؟ كيف يسوغ ذلك، والجميع تابعوا الإصلاحات الكبرى التي بدأت مع تسلم الملك حمد بن عيسى مقاليد الحكم قبل عشر سنوات وما زالت مستمرة ومتنامية؟ أما المشاركون في المخطط القبيح ممن أضلهم الله على علم، فيتصدرهم الإعلام الغربي الذي يتجاهل كليا مآسي الأقليات العرقية والدينية تحت حكم الملالي من عرب وبلوش وكرد وتركمان من سنة وشيعة! ويتصدر هؤلاء العم سام الذي يتخذ من البحرين قاعدة حيوية لأسطوله الخامس، وهو ما يقدم دليلا إضافيا على تحالف الصليبية الجديدة واليهودية العنصرية مع المجوسية المتجددة لافتراس المنطقة العربية والإسلامية! وهل التظاهر السياسي أو المطلبي يقوده معممون استعانت بهم الدولة في مرحلة معينة فتمكنوا بنظراتهم فقط من صرف تلك القطعان المسيرة لا المخيرة؟ إن أجهزة الأمن البحرينية والخليجية تعلم الهوية الحقيقية لمثيري الفتنة هؤلاء، وأنهم عناصر ميليشيات شرسة جرى تدريبها في الخارج على امتداد عشرات السنين، من قبل وكلاء ملالي قم، وبخاصة "حزب الله" في لبنان. المؤامرة قديمة ترجع إلى العهد الصفوي قبل بضعة قرون، وفي العصر الحديث أطلت مع الشاه الذي طالب باقتطاع البحرين بوقاحة ولما عجز أصر على تخصيص مقعد لها في برلمانه! وجاء الخميني بشعاراته الإسلامية المخادعة فلم يتبدل شيء من تركة النظام البائد: الخليج فارسي الجزر الثلاث الأطماع بالبحرين، ولذلك كان رؤوس فتنة اليوم عملاء رسميين لملالي قم تحت اسم "تحرير البحرين" وليس الثورة في البحرين مثلا! فتحريرها من أهلها الأصلاء مصطلح مجوسي محض لأن التحرير لا يكون إلا من غزاة أجانب! لا يعني كل ما سلف أن الوزر يقع على الأعداء المعلنين والمتخفين فحسب، وإنما نتحمل نحن أهل السنة والجماعة القسط الأكبر من المسؤولية. فمن شأن عدوك أن يدبر لك المكايد ويحيك لك المؤامرات لكنك مسؤول عن التصدي اليقظ والحازم لمخططاته الشريرة. وهذا التفريط لدينا ليس وليد اللحظة، وإنما هو خطيئة مزمنة تعود إلى أيام العباسيين الذين وثق ضعفاؤهم المتأخرون بهؤلاء الكفرة الفجرة فكانوا عونا للغزاة دائما. كما تكررت خطيئة التسامح الإسلامي مع من لا يستحقونه في الدولة العثمانية التي أحسنت كثيرا لليهود والنصارى فكان جزاؤها منهم جزاء سنمار. وها نحن نقع في الحفرة ذاتها، فقد غلبت سياسة اللين على تعامل حكوماتنا معهم وبخاصة منذ ثورة الملالي فازدادوا صلفا وجشعا إذ تصوروا بحكم موروثهم الدموي الذي يمارس الذل في حال الضعف تصوروا أن التسامح لا يصدر إلا عن ضعيف خائف! لذلك نجح الصفويون في توظيف ولاء أكثر الرافضة العرب لهم ضد بلداننا وأمنها واستقرارها، ورحنا نقدم التنازل تلو التنازل وإلا فليقارن العاقل بين مظالم إخواننا أهل السنة في إيران المحرومين من كل حقوق إنسانية وبين غطرسة رافضة البحرين الذين يستولون على أكثر مقاعد المجلس النيابي ثم يحاولون إحراق البلد عندما جاءهم أمر العمليات من طهران، ثم يدعوهم الملك إلى الحوار فيشترطون حل حكومته قبل الاستجابة لدعوته! إننا مدعوون في هذا المفصل التاريخي الحاسم ليس إلى ممارسة الحزم الصارمة مع وكلاء ملالي قم فحسب، بل إن علينا الانتقال إلى الهجوم لأنه خير وسيلة للدفاع! وإيران دولة ملأى بالتناقضات التي تتيح لنا نقل كرة النار إلى ملعبها فهنالك إشكالية بنيوية تتعلق بالتركيبة العرقية إذ لا تتجاوز نسبة الفرس 45٪ من إجمالي تعداد سكانها! ومع ذلك يحتكر هذا العرق مفاصل الدولة الرئيسية ويستعلون على سائر العرقيات الأخرى. كما أن هنالك بعدا آخر للقضية يتداخل مع القهر القومي، يتمثل في الانتماء الديني لتلك المكونات الإثنية، حيث يعاني البلوش والأكراد والتركمان من قمع إضافي بسبب انتمائهم إلى أهل السنة والجماعة. وإن كان التشيع لا يشفع لأصحابه من المنتسبين إلى غير القومية المتكبرة، وهذا ما يعيشه عرب الأحواز وهم في أكثريتهم من الشيعة الإمامية الأثنى عشرية، الأمر الذي جعلهم يثورون على ذلك الموروث في السنوات الأخيرة، لتعود أعداد كبيرة منهم إلى جذورها السنية الأصيلة قبل مئات السنين! ! فالحذار الحذار من أي تهاون أو تردد يترك البحرين العزيزة لقمة سائغة للمجوسية المتوحشة، لأنها سوف تطمع بالمزيد، فلا يتقاعسن أحد عن واجبه ليقول بعد فوات الأوان: لقد أكلونا يوم أكل الثور الأبيض منقول من موقع طريق الاسلام