وقبل أن أدخل الى عنوان وقفتنا اليوم لعلي أبدأ وخير ماأبدأ به آيات من القرآن الكريم
ولعلي أبدأ بقوله تعالى ( بل الإنسان على نفسه بصيرة ) ..وبقوله عليه الصلاة والسلام ((يا معشر مَن آمن بلــــــسانه، ولم يَدْخل الإيمانُ في قلبه، لا تغتابوا المسلمين، ولا تتَّبعوا عوراتهِم؛ فإنه من اتَّبع عوراتهم يتَّبع الله عورته، ومن يتَّبِع الله عورته يفضَحْه في بيته )
ويقول الحسن البصري رحمه الله :: "من علامة إعراض الله تعالى عن العبد أن يَجعل شغله فيما لا يعنيه".
أيها الأخوه والأخوات لعلكم عرفتم من خلال هذه المقدمه عنوان وقفتنا لهذا الإسبوع
والتي ستكون ( مزاجية البعض في عالم النت وتقمص دور الوصي والرقيب على الآخرين )!!
هذا المرض النفسي العضال أصبح ينتشر بين فئات مختلفة الأعمار من شرائح متصفحي المنتديات وغيرها ... حتى اصبحوا أوصياء على المجتمع ..أوصياء على الآخرين يزاولون مهنة الرقابه على الآخرين وتصرفاتهم وكأنهم قد أضافوهم الى سجلاتهم العائليه !
طبعاً هؤلاء لايمكن ان يعترفوا بإصابتهم بهذا المرض الخطير لأنهم لايحسون به ؟!
لماذا ؟!
لانهم فقدوا حاسة الإحساس واصبحوا من دون احساس .. مماتسبب لهم بفقد الماء الذي في وجههم فلم يجدوا سوى المرق لغسل تلك الوجوه المشحوبه به ..
ومن جراء ذلك المرض الخطير ... فقدوا الثقه بأنفسهم وبالتالي فقدوا الثقه بالآخرين واصابتهم العشوائيه في نظرتهم للمجتمع ...واصبح يخيل اليهم ان المجتمع ينظر اليهم بنظره سوداويه .. !
مماتسبب لهم بإرتباك نفسي كبير وتولد لهم شعور النقص والإضطراب وفقدان التوازن ..فعالجوا تلك الأمراض بأمراضٍ حسيةٍ أشد فتكاً من الأمراض التي يعانونها
فأصابهم مرض الهم والغم ... وسوء الظن بالآخرين ..والكذب والنفاق ومحاولة النميمه بين أفراد المجتمع (سواءً كان افتراضي أم حقيقي )
فأصبحوا ينظرون الى كل جميل أنه قبيح والى كل قبيح أنه جميل وهم بهذه الحاله قد وصلوا الى مرحلةٍ خطيره من فقدان الذات وفقدان الآمل بعودته الى وضعه الطبيعي
فأصبحوا يحكمون على أهوائهم ويتهمون الناس بأخلاقياتهم ويكيلون أنواع التهم جزافاً بحقهم .. ولايرتاح لهم بال حتى يتسببوا في خلق المشاكل أو محاولة إختلاقها اذا لم ينجحوا فعلاً في تأجيجها واشعال نارها ..
ومن صفات هؤلاء :
1- دائماً صاحب هذه الصفه القبيحه ( متناقض ) وتعرف تناقضه أنه دائماً يظهر بمظهر يخالف باطنه
2- تجده يتدخل في شؤون الآخرين ويحاول بطريقه مباشره او غير مباشره ان يتعرض لهم قولاً أو تلميحاً ..
3- تجده ممثل بشكلٍ بارع لدور المنقذ المصلح وماان يلبث الا ان بكشف على حقيقته الكاذبه ... فتكشفه تصرفاته وافعاله ..
4- ينصح الناس ويظهر لهم انه ناصح وهو بنفس الوقت يقوم بتلك الأعمال والتصرفات التي ينصح عنها .. وهذا النوع هو أخطر هؤلاء المرضى لانه مريض نفسي مصاب بمرض النفاق والتزلف وهذا النوع خطير على أي مجتمع ..
كيفية التعامل مع هؤلاء سواءً في الواقع او الانترنت ( العالم الإفتراضي ) :
1- عدم الرد أو السفه لهم (الحقران ) وهذا أنجع الحلول ..
2- او الرد عليه برد مخالف لمايتوقع
3- كشف متناقضاته ام المجتمع بالدليل القاطع وعدم الرد عليه مرةً أخرى !
4- أن لاتكثر الجدال معه فهو يعيش في مرحلة خطره فاتركه يهذي ويذري ..وعندما تكثر الرد عليه فأنت ترفع من منزلته المترديه وتعطيه أعلى من مستواه فيصاب بمرض الانتصار الوهمي !
وفي الختام أحب أن أذكر هؤلاء المرضى ( شفاهم الله ) بقوله تعالى :