حقق تسجيل فيديو رُفع في الانترنيت انتشاراً واسعا، على الرغم من مرور أسبوع واحد فقط على رفعه. ويلقي التقرير الضوء على الخطأ الذي يقع فيه كثيرون جراء استنتاجات متسرعة استناداً الى الصورة النمطية المتعلقة بأمور أو أشخاص، انطلاقاً من النظرة الأولى أو المظهر الخارجي الذي يتضح في الكثير من الأحيان انه كان خاطئاً. وتظهر في هذا الفيديو سيدة أوروبية الملامح تسير وابنتها الصغيرة وقد تعلقت أنظارها برجل ملتحٍ يرتدي ثيابا باتت توصف في الآونة الأخيرة بالإسلامية. كان الرجل يسير على بعد أمتار منها وهو يحمل في يده حقيبة. وفجأة توقفت السيدة عن السير لتتابع بنظراتها الرجل وهو يواصل سيره، فيما ظهر رجال أمن بعد ان ترجلوا من سيارة شرطة، وكانوا يركضون باتجاهه. تسمرت السيدة في مكانها بانتظار ما سينتهي اليه الموقف، الذي يوحي بأن رجال الشرطة قد نصبوا كميناً للرجل في الزي الإسلامي. لكن هؤلاء مروا على جانبي الرجل الذي تابع سيره دون ان يظهر على وجهه أي تعبير يشي بما يدور في خلده. تسارع الأحداث أظهر ان رجال الأمن استهدفوا شاباً آخر، لا يتميز بشئ عمّن حوله، سواء بمظهره الخارجي أو بملابسه الأوروبية التقليدية. وما ان شعر هذا الشاب بأنه المستهدف حتى حاول الفرار، لكن شرطي كان بالقرب منه أمسك به فحال دون ذلك، الى ان ألقى القبض عليه من قَبل رجال الشرطة، الذين فتشوا حقيبة كان يحملها ليعثروا فيها على مخدرات. لم ينته تسجيل الفيديو عند هذا الحد فقد تحولت أنظار السيدة الى الشاب المحاط برجال الشرطة، الى ان لفتت ابنتها الصغيرة انتباهها بالقول: "ماما أنظري"، ليقع نظرها على الرجل المسلم وهو يخرج من حقيبته "سكوتر" ويعطيه لابنته التي كانت تنتظره برفقة والدتها، وشقيقتها الصغيرة فحملها على أكتافه وسار بعيداً تاركاً المرأة وقد ارتسمت على وجهها ابتسامة طيبة وكأن لسان حالها يردد الآية الكريمة "إن بعض الظن إثم".