النظام يغلق المقاعد في وجه العملاء من أجل رفع أسعارها
كشف تحقيق استقصائي قامت به "صحيفة المناطق" عن وجود تلاعب كبير وتحايل إلكتروني مبرمج مدروس يقوم به النظام المستخدم في الحجوزات عبر الإنترنت بموقع " السعودية " الرسمي، يهدف إلى إغلاق المقاعد السياحية أمام الركاب الراغبين بالحجز والإبقاء على مقاعد الدرجة الأولى وفق برمجة تعطي للراكب عدد محدد من المقاعد توهمه أنها اخر مقاعد موجودة وفق قيمة سعرية مرتفعة مما يضطره للحجز معتقداً انه يحصل على أخر مقعد على الطائرة او أخر مقعدين فيما الحقيقة أن النظام يستخدم اسلوب ضخ ( حقن) للمقاعد بنسبة محدودة تتناسب مع طلب الراكب لكن بطريقة الإيهام أن ما طلبه هو اخر ما على الطائرة.
ويأتي ذلك مع تزايد الشكاوي من أن نظام الحجز لا توجد به وبشكل دائم اي مقاعد سياحية وإن وجدت فهي لا تزيد عن مقعد مفاجئ يظهر على شاشة الحجز ثم يختفي فيما يتفاجئ المسافر بعد حجزه على الدرجة الاولى ان الطائرة بها عدد كبير من المقاعد السياحية شاغر وهو ماتبرره "السعودية" دائماً بانه نتيجة تخلف الركاب عن السفر.
ويذهب بعض الركاب إلى التأكيد ان ذلك يحدث نتيجة قيام بعض المكاتب السياحية بالحجز بأسماء وهمية للحصول على فرق الـ 15 ريال المصرحة كعمولة أو لخدمة زبائنها الخاصين حين رغبتهم في السفر .من خلال تذاكر إلكترونية يتم إلغائها في أخر لحظة.
ومن ضمن تحقيقنا قمنا بعمل تجربة تؤكد ان العملية تتم وفق منهجية احتيالية كما يظهر في الصورة رقم (1) المرفقة
حيث قمنا بالدخول على موقع السعودية وطلبنا الحجز من مطار الوجه لمطار لمطار الملك عبدالعزيز بجدة لراكب واحد والعودة بعد يومين وأظهر لنا نظام الحجز أن هناك إمكانية لراكب واحد فقط في رحلتي الذهاب والإياب وظهرت علامة المقعد الأحمر لتؤكد انه اخر كرسي على الرحلة وفي الدرجة الأولى وبسعر675 ريال , وذلك الساعة 9:56 . ثم خرجنا وفي نفس الدقيقة 9:56 غيرنا الرغبة من مقعد واحد على نفس الرحلة إلى مقعدين كما يظهر في الصورة رقم (2)
فأظهر لنا النظام أن هناك فقط مقعدين بللون الأحمر أي انهما اخر مقعدين على الطائرة للذهاب وهناك ثلاثة مقاعد للإياب وعلى الدرجة الاولى وبسعر 840 ريال , وهو مايتنافى مع الصورة الأولى التي وأظهرت أن المقعد كان أخر مقعد فكيف ظهر في نفس الدقيقة 9.56 مقعدين للذهاب و3 مقاعد للعودة ؟
وحتى لا يقول قائل او يتشكك قارئ او متابع أنه ربما هناك من قام بإلغاء مقعده في نفس الدقيقة قمنا بتكرار العملية بعد مايقارب النصف ساعة وفي الساعة 10:24 كما هو موضح في الصورة رقم (3) وطلبنا مقعد فأظهر لنا النظام أنه أخر مقعد وعلى الدرجة الأولى , ثم دخلنا في نفس الدقيقة وغيرنا الرغبة إلى مقعدين 2 فأعطى لنا النظام وجود إمكانية لمقعدين ذهاب و3 مقاعد إياب كما هو موضح بالصورة رقم (4)
وبنفس الأسعار والطريقة التي حدثت معنا اول مرة في الصورة رقم (1) ورقم (2) , ثم كررنا العملية مرة ثالثة بعد مرور نصف ساعة وعند الساعة 10:50 تقريباً كما هو موضح في الصورتين رقم (5) ورقم (6)
وهو ما يؤكد الاستنتاج بان المقاعد يتم التحكم بها بطريقة احتيالية على نظام الحجز للخطوط السعودية بحيث يجبر الراكب على اختيار مقاعد على الدرجة الأولى وبأسعار مرتفعة , ويساند ما يتهم به العديد من المواطنين " الخطوط السعودية" أن هناك تلاعب في أنظمة الحجز التي لا تعطي أي إمكانية للدرجة السياحية بشكل دائم ومتكرر , فيما يتم حقن نظام الحجز بمقعد او مقعدين بطريقة ذكية عند حلول الساعة على مدار اليوم. بحيث يشعرك نظام الحجز أن الرحلات كاملة العدد عكس الحقيقة وهو ما يفتح الأسئلة على مصراعيها.
يأتي ذلك في وقت اكد لنا مهندس متخصص في أنظمة الحاسب انه اصبح على قناعة أن نظام الحجز في الخطوط السعودية يتعرف على هوية جهاز الحاسب الذي يتصل بها ويرسل له باتش ( مؤقت) يحفظ في الجهاز ويعرف نظام الحجز على معلومات ورغبات طالب الحجز بحيث يمكن تجربة ذلك من خلال الدخول وطلب الحجز على رحلة دولية بأي تاريخ فيعطي النظام لك سعر معين , فإذا حاولت الدخول مرة اخرى على نفس الرحلة في أي وقت اخر سيعطي لك النظام سعر (أعلى) وفي كل مرة تطلب نفس الرحلة يرفع لك النظام السعر مما يوهمك أن السعر في ازدياد ويجعلك تسارع إلى شراء التذاكر بأسعار عالية مضطراً بسبب هذه العمليات الاحتيالية على حد وصفه.
وطالب عدد من المواطنين بفتح تحقيق واسع مع المسؤولين في الخطوط السعودية لمعرفة حقيقة ما يحدث من نظام الحجز والذي بات يشكل الدخول عليه إضاعة للوقت في ظل وضعه الحالي الذي لا يظهر إلا مقاعد الأولى وبشكل دائم فيما يخفي مقاعد الدرجة السياحية ويضخها بطريقة شحيحية تجعلها فيها المجال واسع للتحكم بأوقات الناس وإهدار اوقاتهم وعدم منحهم الحق في الحجز بطريقة عادلة ومريحة , علماً ان هذا ما يتكرر مع الناس في كل الأوقات سواء كان الوقت موسم إجازات وسفر أو في وسط الأسبوع , مطالبين جهات الاختصاص وجمعيات حقوق الإنسان ومجلس الشورى ومكافحة الفساد بفتح تحقيقات لمعرفة ما يحدث على أرض الواقع في ظل العينة التي نعرضها في هذا التحقيق وتؤكد أن هناك تلاعب واحتيال منظم و وسط عدم قدرة للخطوط على تحقيق رغبات المسافرين بزيادة عدد الرحلات وإلغائها لمحطات كثيرة وإلزامها المسافرين بالنزول إلى محطتي جدة والرياض لمواصلة رحلاتهم إلى المطارات الصغيرة رغم الحاجة الحقيقية, خاصة للمناطق الشمالية والجنوبية والقصيم وحائل , وعدم تجاوب الخطوط مع شكاوي الناس وسوق المبررات المكررة.
المواضيع المتشابهه 
التحايل الجديد بموقع الخطوط السعودية (بالصور) 
العرض الشجري
