بعد زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى عمان، بات دور الأردن في تصعيد الأزمة السورية أكثر وضوحاً، حيث أقر مسؤولون أميركيون بأن بلادهم تدرب «مقاتلين سوريين» في الأردن.
ونقلت وكالة «أسوشيتد برس» الأميركية للأنباء عن مسؤولين أميركيين تأكيدهم أن الولايات المتحدة تدرب «مقاتلين سوريين» في الأردن، مشيرين إلى أن هذه القوات ليست عناصر مما يسمى «الجيش الحر»، وأوضحوا أن عمليات التدريب، التي استغرقت عدة أشهر، تدار من قبل وكالة المخابرات المركزية (سي. آي. إيه)، وهي مستمرة على الرغم من أن واشنطن تزعم أنها تقدم «مساعدات غير قاتلة» في هذه المرحلة .
ولطالما نادت عمان بحل سياسي ينهي الأزمة السورية، وأكدت أنها على علاقة جيدة بكل أطراف الأزمة، إلا أن مسؤولاً أمنياً سورياً أعرب عن شكوكه من تساهل السلطات الأردنية مع مرور الإرهابيين إلى سورية. وترافق ذلك مع ازدياد التسريبات في وسائل الإعلام الغربية عن وجود معسكرات لتدريب مسلحين سوريين في الأردن، يشرف عليها مدربون أميركيون وبريطانيون وفرنسيون .
في سياق متصل، أكد سميح المعايطة وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية أن المملكة لم تتخذ أي قرار بشأن إغلاق الحدود مع سورية، مشيراً إلى أن الأمور تسير بشكل طبيعي واعتيادي في ما يخص الحدود الأردنية في الاتجاهين، لكنه أوضح أنه في حال وجود أي عمليات عسكرية فإن الأمور تتوقف بشكل طبيعي لخوف الناس على حياتهم .
وفي السعودية، نقلت صحيفة «الرياض أونلاين» في عددها أمس، عن عضو هيئة كبار العلماء الشيخ عبد اللـه المنيع، قوله: إنه «لا جهاد في الحروب الأهلية»، واعتبر أن «ما يحصل في سورية وبلاد الثورات ما هو إلا حروب أهلية لا جهاد بها»، مشيراً إلى أن «الحروب الأهلية يصعب فيها تحديد الأصدقاء من الأعداء وخاصة إن كانت الدولة مسلمة» .
وأضافت: إن المنيع «استنكر الفتاوى التي تستثير شباب المملكة للقتال في سورية تحت مسمى الجهاد»، وأشار إلى أنه «من أركان الجهاد موافقة ولي الأمر، والدولة لم تأذن بالجهاد»، قائلاً: «ينبغي للإنسان في مثل هذه الحروب ألا يتصرف إلا في إطار رأي ولي الأمر وكون أنه يستقل في نفسه ورأيه فهذا لا يجوز شرعاً» .
وطالبت دمشق مراراً في رسائل متطابقة وجهتها لرئيس مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بالضغط على السعودية وتركيا وقطر لوقف تمويل وتسليح ونقل الإرهابيين إلى سورية .
وفي أنقرة، عقد أمس اجتماع وزاري تركي تنسيقي لمناقشة تطورات الأزمة السورية برئاسة نائب رئيس الوزراء التركي بشير أطالاي، وبعيداً عن وسائل الإعلام وبمشاركة عدد من الوزراء والمسؤولين الأمنيين .
إلى ذلك، وإمعاناً في تفتيت الوحدة الوطنية أعلن ما يسمى «منبر تركمان سورية» عن عزمه عقد مؤتمره الثاني نهاية الشهر الجاري في العاصمة التركية أنقرة بغرض تأسيس المجلس التركماني، وانتخاب أعضائه، وذلك برعاية العثمانيين الجدد .
ويستمر المؤتمر ثلاثة أيام، بدءاً من الجمعة المقبلة، ويشارك فيه 350 مندوباً عن تركمان سورية، سيختارون المجلس التركماني المكون من 35 عضواً، وذلك بحضور رسمي تركي متمثل بمشاركة رئيس البرلمان جميل تشيتشك، ووزير الخارجية أحمد داود أوغلو فيما يشارك في المؤتمر ممثلون عن قوى المعارضة من «ائتلاف الدوحة» و«مجلس اسطنبول» .
من جهة أخرى، أعلن مسؤول في السفارة الروسية بدمشق، أمس أن الدبلوماسيين الروس لا ينوون مغادرة سورية في المستقبل القريب، بعد أن أعلنت الأمم المتحدة أنها ستجلي مؤقتاً بعضاً من موظفيها الدوليين من سورية نتيجة تدهور الوضع الأمني هناك .
والشيخ المنيع لما شاف ردة الفعل انكر التصريح ولكن التصريح كان مسجل