لضرب الدعوة السلفية في الجزيرة العربية وتكوين جيل كامل يكون منا ؛ فلابد من خطة قوية حبكتها ذكية فهي بلاد عصية ولقد عجمنا عودهم وسبرنا غورهم فلا تنفع فيهم إلا الحيلة , فهم عقول نبيهة وأفهام بالبديهة , وأجدادهم أذكياء بمثل صفاء الصحراء ونقاء البيداء, ولابد من حبك سديد وسعي شديد يحتار فيه العقلاء وتدهش فيه الدهماء وتلبس الأمور بعضها بعضا فمن لهم غيرنا ولقد جبنا الأمصار وسلكنا الأقطار وربطنا كل بلد بقيد ورصد, ولم يبق إلا هذا البلد, سنجعل الحليم حيران ولقد آن وقتنا وحان, وظهورنا في هذا الزمان إنقاذ للمسلمين من الهوان, فكما تعلمون غايتنا شريفة وأهدافنا نظيفة, نريد علو المسلمين في العالمين, وهذا العلو يعطينا التمكين, و نقود الدنيا بالدين, ولقد أتهمنا كثيرون بأننا صرنا للدنيا طالبون, وللدين بائعون, أهل تريدونا أن نكون صامتون وغيرنا للحكم آسرون ويحكمون الدنيا بما يشتهون ونحن حولهم متفرجون, ونقول نريد جنة الفردوس ونترك الدنيا لأهل الهوس فتضيع الدنيا والدين, فلو تركنا شيئاً من الدين إلى حين ونجحنا في العلو والتمكين وصرنا قبلة العالمين إن هذا لنصر مبين, ولقد وضعنا أسسا وأصول لهذا الهدف المأمول, وقد وجدنا عقلاؤهم والدهماء لا يثـقون بالغرباء ولايفل الحديد إلا الحديد, ولا يقطع الشجرة إلا فرع منها, لذا نريد نشأً جديد, اللحم لحمهم والقلب لنا, والجسد جسدهم والروح منا, والجنس جنسهم واللسان لساننا, فنقارعهم بهذا الجيل الجديد ونضرب بيد من حديد فنجندلهم بين صريع وأسير فالرعية هم ومنا الأمير ويصبح الذكاء أسير والفهم غفير لهذا العقل المستنير, وهذا بابنا الذي منه نحن داخلون وسنصبر من السنين عشراً أو عشرون ولنصف قرن صابرون ويفنى الآباء ونمتلك البنون.