الحمد لله معز من أطاعه واتقاه ومذل من خالف أمره وعصاه وبعد: احتلت قضية المرأة الركيزة الأساسية من قضايا محور الاهتمام عند الليبراليين ، فظهر الليبراليون في حلة المدافع عن المرأة وحقوقها والمنافح عن حريته إلا أنه حين دافع عن حريتها فرض عليها أن تكون كما يريد لها أن تكون فأقنعها بالسفور وترك الحجاب ونزع عنها حريتها في اختيار ملبسها بل حتى حرمها حقوقًا كفلها لها الدين مدعيًا حمايتها من سلطة الدين وأسر العادات والتقاليد. تحدتث في مقال سابق عن معالم الفكر الليبرالي وذكرت من تلك المعالم السعي إلى إفساد المراة المسلمة عموما والسعودية خصوصا جعلها دمية يتلاعب بها المنحرفون ووذلك من خلال الوسائل التالية : 1- القضاء على الحجاب الإسلامي, والدعوة إلى السفور.شجعت الحركات النسائية على عدم التزام المرأة بالحجاب مبررة ذلك بأن العفة والأخلاق سلوكيات لا علاقة لها بتغطية المرأة لشعرها أو وجهها. ليس هذا فحسب بل بررن الاختلاط بين الرجال والنساء كذلك باعتباره ضرورة مجتمعية. وانبرت الصحافة الليبرالية في تقديم صورة منفرة عن وضع المرأة المحجبة، كما أفردت صفحات واسعة لتعريف المرأة العربية بأنماط من السفور التغريبي في الأزياء والعادات. 2- الدعوة إلى اختلاط الرجال مع النساء في كل المجالات في المدارس والجامعات والمؤسسات الحكومية والأسواق . وهم الذين شرعوا الاختلاط في مستشفيات التوليد ووسعوه. ليكشف الرجال عورات النساء . وكل مطالبهم تدور حول تعبيد الطرق لنشر الفواحش والمنكرات في الناس ، وجعل المرأة سلعة رخيصة تدار بين أراذل الرجال 3- الدعوة إلى مساواتها بالرجل وعدمِ التمييز بين الجنسين . فتعالت الدعوات للمطالبة بما أسموه " مدنية الأحوال الشخصية " للمطالبة بتطبيق النظام المدني في مسائل الأحوال الشخصية كالزواج والطلاق والميراث؛ أي نبذ أحكام الشريعة الإسلامية فيما يتعلق بهذه المسائل والاعتماد على القوانين الغربية . 4- المطالبةُ بفتح المجال لعمل المرأة في القضاء والإفتاء وفرضُ عمل المرأة في المؤسسات الحكومية والشركات والبنوك وجعلُه من الأوليات. لقد الزموا بوظائف مختلطة مع الرجال ليتحرشوا بها، وجعلوها تحت سلطة رجال قد يساومونها على عرضها؛ لتثبيتيها في وظيفة أو ترقية أو ميزات أخرى.
فلا ينخدع بهم إلا مغرور، ولا يتبعهم في باطلهم إلا مريض القلب محموم ، ولا يعينهم على إثمهم إلا مغموس في النفاق أو في الشهوات ، ولا يترك الإنكار عليهم إلا مهزوم النفس، ضعيف الدين ﴿وَاللهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا﴾ ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآَخِرَةِ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾