(١)
ما الذي يجعل الكتابة إلى الوطن، وعن الوطن، فعلاً محفوفًا بالمخاطر؟!
كيف أكون (مواطنًا صالحًا) أطالب بالإصلاح دون أن تفقد كلماتي صلاحيتها؟!
لماذا يأتي الذين يظنون أنهم يُحبون الوطن أكثر مني ليصفوني بكل الصفات السيئة، ويلصقون بي كل التّهم الجاهزة والمكرورة حد الملل.. فقط: لأنني أحبه بطريقة مختلفة عنهم؟!
الأوطان التي لا تقبل النقد تترهل.. النقد: عافية، وغيابه: مرض.
(٢)
قلت لكم سابقًا:
ليس من الوطنية أن تمتدح أخطاء بلادك!
(٣)
قلت لكم:
المؤسسة التي تخاف من كلمة حرة يقولها أحدهم هي مؤسسة هشّة، عليها أن تعيد النظر في قواعدها وأساساتها.
مَن يخاف من (النسمة) الحرة.. كيف سيجابه (العواصف) إذا هبّت؟!
(٤)
في كل مكان في العالم:
الحكم بالأمن لن يؤدي إلى العدل..
الحكم بالعدل هو الذي سيأخذهم إلى الأمن.
والأمن: ليس شرطيًّا يقف في قلب الشارع..
الأمن: الشارع يقف في قلب الشرطي.
(٥)
قلت لكم:
كل خطاب سياسي لا يتم نقده.. هو خطاب ركيك!..
حتى وإن كان جيدًا -ومتماسكًا- ذات يوم.
وكل خطاب مكرور.. هو خطاب ممل وعادي.
وكل خطاب يتكئ على قوة الخطيب وجبروته..
سينتج الكثير من (النقاد المزيفين) الذين يهللون لمحتواه ويصفقون للخطيب.
قوة الخطاب السياسي السائد لا تنبع من قوة محتواه، وجودته، ومعاصرته..
قوة الخطاب تنبع من قوة الخطيب وما يمتلكه من سلطة.
(٦)
قلت لكم:
إن النقد ليس خيانة..
الخيانة أن تزيّن القبح، وتصفق للأخطاء، وتتعامل مع وطنك كأنه «راتب آخر الشهر»!
والغباء: أن لا تعرف الفرق بين الدولة والحكومة.. فتضطرب مشاعرك بينهما!
(٧)
إن كنتَ في رحلة:
- من حقك أن تسأل: إلى أين أنت ذاهب؟
- من حقك أن تطمئن لسلامة المركبة وتدعو لصيانتها وإصلاحها.
- من حقك أن تحذر من مخاطر الطريق.
- من حقك أن تشارك بابتكار الحلول، وردم الحفر، والتنبيه لـ»المطب» الخطر، واقتراح التحويلة القادمة.
(٨)
لكي يكون المشهد أجمل وأعدل وأكمل:
لا بد من وجود من يسلط الضوء على الزوايا المظلمة فيه.
لا بد من وجود ناقد لأي خلل فيه.
لا بد من الأصوات والكلمات والخطابات المختلفة التي تتغنى فيه بطرقها المختلفة في فضاء حر، ويجب.. يجب أن نستمع إليها بمحبة واهتمام، فربما تقول ما يُجب أن يقال، وتأتي بالعبارة المناسبة في التوقيت المناسب.
لنستمع -لبعضنا البعض- دون شك أو ريبة.
(٩)
كلماتي تحبك..
وأنا أحبك يا وطني بطريقتي المختلفة عن الذين يظنون أن محبتك «وظيفة».. ومكافأة.