أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 20 مارس من كل عام يوماً عالمياً للسعادة ، جاء هذا الإعلان فى قرار تبنته الجمعية العامة والتي تضم 193 عضواً بالتوافق ، وذكر القرار (أن السعي لتحقيق السعادة هدف جوهري للبشر جميعا) ، ويدعو القرار جميع الدول الأعضاء إلى الإحتفال باليوم العالمي للسعادة بطريقة ملائمة ، وذلك من خلال التعليم وأنشطة التوعية الجماهيرية.
نعم ، اليومهو يومٌ تاريخي للعالم كله ، فلأول مرّة يتم الاحتفال بيومٍ عالمي للسعادة ، وسيقام هذا الاحتفال سنوياً في العشرين من مارس ، ربما كان وقته أقرب للحلم منه للمنطق ، وللفلسفة منه للاقتصاد ، لكنّ الأيام أثبتت وجاهته.
إن هذا التوجه تبلور أخيراً في خططٍ لتوفير كل ما يجعل الإنسان سعيداً ، ولضمانتطبيق هذه الفلسفة التنموية اعتمدت مؤشرات سبعة لقياس تحقيق الأهداف ؛ وهي الرفاه الاقتصادي والبيئي والصحي والنفسي والاجتماعي والسياسي وبيئة العمل.
ما أحوجنا في هذا اليوم – حكومةً وشعباً وأفراداً – إلى الاحتفال بالسعادة ، أمّا الحكومة فتحتفل مؤسساتها بتقييم ما أنجزته خلال السنة من وسائل لإسعاد المواطن ، كالتعليم المطوّر ، والطرقات الخالية من الازدحام ، والسكن الميسّر ، والمعيشة غير المكلفة ، والعمل المتوفّر ، وأمّا الشعب فاحتفاله يكون بالاستمتاع بالحياة ومباهجها وتجاهل أعداء السعادة.
وبهذه المناسبة يحضرني إخواني وأخواتي وأتجول افتراضيا في مخيلتي لأرى كم من السعادة حظينا بها .. هل ستتحقق سعادتنا بالقضاء على الفساد والفقر والجريمة ؟ هل ستتحقق سعادتنا بالعدالة الاجتماعية ؟ هل ستتحقق سعادتنا بنبذ الكراهية والحقد والضغينة ؟ أم .. سيتم التركيز على تحقيق السعادة الفردية ؟
وبمناسبة يوم السعادة العالمي الأول أتمنى لكم ولأفراد أسركم ، ولأوطانكم .. استقراراً آمناً .. ومجتمعاً سعيداً .. وأياماً سعيدة هانئة .. ليست يوماً فقط وإنما أياماً وشهوراً وسنوناً والعمر بأكمله ... حق لنا أن نحلم .. حق لنا أن نكون سعداء ..